( طروش ) الفيفا

الرياضة 2022/03/13
...

كاظم الطائي

اعتاد أهلنا في الجنوب على ترديد كلمة ( طروش ) على المرسل لهم أو الموفد عنهم لأماكن أخرى في المدن والقرى، ومفردها طارش، وتعددت الأهازيج التي أشارت لهذا المفهوم، وكان من أشهر ما تردد من أغنيات ما غناه المطرب الراحل عبادي العماري عن طارشه الذي ذهب إلى البصرة، وحظيت هذه اللازمة قبل أشهر بأعلى نسبة مشاهدة ومتابعة في مواقع التواصل الاجتماعي بحنجرة شباب أطلقوا العنان لمقدمة أغنية عرفناها قبل عقود . الطارش والطروش لهم مهمات محددة في إيصال رسائل لآخرين أو نقل معلومة أو حمل هدية، ويحظون باستقبال مناسب جراء تجشمهم عناء السفر وتنقلهم بين الأمصار، في وقت كانت فيه وسائط النقل بدائية ومرهقة، ونسج الشعراء قصائدهم وأبوذياتهم شوقا لطيف أحبة وعطر أعزاء، ووصالا لود مقطوع أو سفر طالت مدته، وكتب أحدهم :
يا طارش لو رحت لهناك مر هان 
وخبرهم تراني بسجن مر هان 
إن جان الزاد عدكم حلو مر هان 
شحلات الزاد لو نكعد سوية 
وتغنى آخر بنسائم الوافد العزيز الذي يحمل في جعبته أخبارا عن المحبوب أو المرسل بأبيات يشير فيها : 
لفه طارش عزيز وكمت هليت 
سواجي من ادموع العين هليت 
يشهر فراكهم لا جان هليت 
عمن فاركنه غوالي الاحباب 
وطارش الفيفا الذي حمل لنا أخبارا سعيدة بزوال الحظر المفروض على ملاعبنا، وأشرعت ملاعب العاصمة أبوابها لزيارة ضيوفها ممن أوكلت لهم مهمات الاطلاع ونقل الرسائل المتبادلة وتفقد الأحوال وبيان الملاحظات عن تواجد معايير الاستضافة والأمان والشروط المطلوبة في استقبال المنتخبات والفرق في المباريات الرسمية والودية .
قرار الفيفا بالسماح لكرتنا باللعب في ملاعبنا مؤخرا عززه بإرسال وفد فني لمعاينة ملعب المدينة وتكليف إحدى شركات الاتحاد الآسيوي المعنية بنصب أجهزة فار لتقنية الفيديو في الملعب الذي يحتضن لقاء منتخبنا ونظيره الإماراتي في الرابع والعشرين من الشهر الحالي ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر . وفد تقني آخر يتواجد في بغداد حاليا يضم الخبير الروسي ديمتري فكتسفوف والألماني جاكي ريهاسك واللبناني طارق الحاج تفقد ملعب المدينة عن كثب واطلع على جاهزية النقل التلفزيوني والشاشات والإعلانات وقاعة المؤتمر الصحفي، وكل ما يتعلق باحتضان الملعب للمباراة الدولية بتعاون بين الاتحادين الدولي والآسيوي . انطباعات ممتازة لمسها الوفد الجديد في زيارته الحالية، تعزز مسعى بلدنا لإنجاح خطوات الضيافة بعد رفع الحظر عن ملاعبنا ولاسيما في العاصمة، وسيكون يوم الثامن عشر من آذار الحالي اختبارا جديا لبدايات مرحلة جديدة من العمل الرياضي، مع استضافة منتخب زامبيا في لقاء ودي . وفد إماراتي ضم مدير المنتخب الشقيق ياسر سالم ومساعد المدرب سليم عبد الرحمن زار ملعب المباراة المقبلة في بغداد، وعاد لبلده وأشاد في لقاءات إعلامية هناك بما هو متوفر من خدمات ومعدات وتقنيات وأجهزة وبنى تحتية وملعب متطور، وأبدى ملاحظات يسيرة عن المستطيل الأخضر ليكون في أفضل صورة بعد أيام. على الرحب والسعة بكل ( طروش ) الفيفا والاتحاد الآسيوي والخليجي والعربي وغرب القارة، وهم يسعون لإنجاح خطوات الاستضافة الدولية لبلدنا في عقر دارنا، وأول غيثها رسميا مباراة منتخبنا ونظيره الإماراتي في التصفيات المونديالية، ونأمل أن يكون ملف البصرة حاضرا في الذهن والقلب والميدان لاحتضان خليجي 25 المقبل، ولم تكن جولة الوفد الخليجي في الملاعب الكويتية، البديل الاحتياط عن ملف البصرة، مجرد زيارة عابرة لا تثلم شيئا من حق ثغر العراق الباسم في عناق ضيوفه أليس كذلك ؟