مات الملك.. عاش الملك!

الرياضة 2022/03/13
...

علي رياح
مهنة كالتدريب في كرة القدم يصدق عليها القول: دوام الحال من المحال.. كما أن المدرب الذي يحقق الإجماع في الآراء والقبول والترحيب لم يولد بعد!  
حين أعلن الكابتن عبد الغني شهد قائمة اللاعبين الأولى لمباراتنا الودية مع زامبيا ثم ترشيقها قبل مباراتي الإمارات وسوريا في تصفيات المونديال، تعمّدتُ القول في صفحتي الشخصية على الفيسبوك :إن أي مدرب في هذه الدنيا لا يملك عصاً سحرية، وبرّرت ما ذهبت إليه، بالتأكيد على أن النجاح لا يتأتى إلا بتكامل الأدوار والإمكانيات والجهود على المستويات كافة، أي أن النجاح يقوم على أسس لا يمكن للمدرب أن تكون له وحده اليد فيها!  
هناك من فسّر كلامي على أنه محاولة لتمهيد طريق التبرير أمام المدرب شهد في حالة الإخفاق، وطالبه بدلاً من ذلك بالنجاح، ولا خيار آخر مقبولاً أبدا!  
بالطبع نحن نتمنى ألا تفضي مهمة المدرب الحالي بكل هذا الظرف الزمني الاستثنائي المتاح له، إلى الفشل.. محال أن تكون قناعاتنا قائمة على أساس الفشل المرتقب، وإلا لماذا كل هذه التغييرات المتتالية والمبالغ فيها في الطواقم التدريبية لمنتخبنا خلال فترة وجيزة، وإلى الحد الذي تصدق فيه مقولة (مات الملك.. عاش الملك) فننسى المدرب المُقال بسرعة شديدة ونرحب ونهلل لأي مدرب جديد مهما تكن العواقب والتبعات؟!  
خلافاً لهذا، نحن نطالب المدرب شهد بأن يقدم الصورة البديلة للفشل الذي كان عليه المنتخب في عهدة أدفوكات وبيتروفيتش، ولهذا علينا أولاً وقبل كل شيء أن ندعمه في مهمة قد تحرق ورقته التدريبية مستقبلاً، وهو الذي لا يملك سوى عشرة أيام من الآن قبل مواجهة الحقائق رسمياً أمام الإمارات، ولا يتاح قبلها له سوى أربعة أيام لتجهيز المنتخب قبل ودية زامبيا!  
هذه هي الحقيقة التي يجب أن نتعامل معها بعيداً عن تدفق العواطف في الأوقات الحاسمة وهذا طبع فينا جلب لنا الكثير من الإخفاقات في أزمنة مختلفة.. عبد الغني شهد يرث مع المنتخب في هذا الوعاء الزمني الشحيح، تراكمات لا أول لها ولا يمكن أن يكون لها آخر.. مدربون يجري الاتفاق معهم بطريقة كيفية، ثم يجري إبعادهم في لحظة اعتراف بالخطأ الأول.. والنتيجة أننا لا نملك سوى خمس نقاط من ثماني مباريات في التصفيات الحاسمة، والهدف الوحيد المتاح لنا والذي يجب أن نسعى إليه محاولة إدراك المركز الثالث في مجموعتنا!  
المدرب شهد اختار الدرب الشاق.. هو من اختار، وعليه أن يتحمل المسؤولية والتبعات.. هذا صحيح، لكن الصحيح أيضا ألا نكسّر مجاذيفه من الآن و(نحرص) على وضع كل العصي المتاحة في عجلة المنتخب..  
دعونا نوفر له الدعم. هذا ما يجب أن نقدمه للمدرب والمنتخب، على ألا نتساهل معه أو مع لاعبيه إذا تحول المسلسل العراقي في التصفيات من الفشل المتتالي إلى الإخفاق التام!