بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

أغلق يوم أمس الثلاثاء باب الترشيحات للانتخابات النيابية في لبنان، وحسم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمره معلناً عزوفه عن المشاركة فيها، بينما أكد نائب رئيس تيار المستقبل، المستقيل مصطفى علوش أن السنيورة يسعى لسد الفراغ في الساحة (السنية) بعد الحريري، وهو بحاجة إلى دعم الدول العربية والخليجية، في وقت نقلت فيه القناة الإسرائيلية 12 عن مصادر في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي عمد إلى رفع درجة التأهب والجهوزية تحسباً لعمليةٍ قد تنطلق من لبنان أو سوريا، في حين حذر جنبلاط من تخلي العرب عن لبنان.  وبالرغم من أن المصادر العبرية رجحت أن يكون التصعيد في هضبة الجولان، إلاّ أنها أبقت على حالة الحذر في سائر الجبهة الشمالية بعد القصف الإيرانيّ لأربيل، وهم يخشون أن يكون ثمة رد آخر من طهران يطول إسرائيل بعد مقتل ضابطين من الحرس الثوري في منطقة قريبة من دمشق في وقت سابق، في حين استبعدت مصادر لبنانية أمس الثلاثاء حصول تصعيد في جنوب لبنان، مؤكدة أنه لا مؤشرات منطقية على ذلك، في الأثناء دعا رئيس الحكومة ميقاتي، اللبنانيين إلى المشاركة الفعلية في الانتخابات النيابية التي ستجرى يوم 15 آيار المقبل، مؤكداً بالقول: "أؤمن بحتمية التغيير وبضرورة إفساح المجال أمام الجيل الجديد، ليقول كلمته ويحدد خياراته، عبر الاستحقاق النيابي المقبل" وإذ شدد على قناعته "بأن يكون المسؤول مجرداً بالكامل من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديموقراطي الذي نحن مقبلون عليه" أعلن عزوفه "عن الترشح للانتخابات النيابية، متمنياً التوفيق للجميع، وسأدعم جهود من يختارهم الناس وأتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة".  وتشهد الساحة السياسية (السنية) حالة من الفوضى والتشظي عصفت بها بعد القرار الصادم للرجل الأكثر تأثيراً فيها وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري مقاطعته للحياة السياسية، ودعوته لأعضاء التيار الأزرق لأن يحذوا حذوه بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، وبخلافه فليقدم من يخالف هذا التوجه استقالته من التيار، وهذا ما حدا بنائب رئيس التيار الدكتور مصطفى علوش إلى الاستقالة، مؤكداً أن "استقالته من تيار المستقبل، جزء منها يتعلق بأمور تنظيمية داخل التيار، وأهمها الانتقاص من دوره بعدم استشارته وإطلاعه على مجريات الأمور، بينما الجزء الأبرز منها يتعلق بعدم قناعته بقرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالانسحاب من الحياة السياسية، لما لهذه الخطوة من تداعيات خطيرة، وترك تيار المستقبل للفراغ"، وبخصوص علاقته برئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ودعمه المشاركة في الانتخابات خلافاً لرغبة الحريري، جزم علوش في تصريح له أمس الثلاثاء بأن " السنيورة لا يسعى لقيادة تيار المستقبل، ولا إلى تزعم الطائفة السنية، علماً أن مئات الشخصيات على وسع الأراضي اللبنانية، تتعاون مع السنيورة، ليس من منطلق أنه زعيم سني، إنما من منطلق إدارة الساحة السنية بعد قرار الحريري، وتحصينها" وطالب علوش بدعم السنيورة من قبل الدول الخليجية في هذا الظرف بقوله: " إن تحرك السنيورة، بحاجة اليوم إلى دعم كل الدول العربية لاسيما الخليجية منها"، وتفاقمت الأزمة اللبنانية وانفتحت على مختلف القطاعات الحياتية، وكان لأزمة المحروقات وارتفاع أسعارها القدح المعلى من معاناة اللبنانيين، لا سيما بعد تساقط الثلوج بغزارة في مناطق كثيرة في لبنان وانخفاض درجات الحرارة، إذ سيطر منذ أيام على أجواء لبنان منخفض جوي قطبيّ بارد ومُثلج، مما كان له بالغ الأثر في استفحال الأزمة المعيشية الخانقة، ووصلت الثلوج لتغطي المناطق الجبلية المتدنية بحدود (500 متر)، ومن المنتظر أن يشهد اليوم الأربعاء انحسارًا لنزول الثلوج، في حين تشير تنبؤات المحللين الجويين إلى أن درجات الحرارة ستبقى على تدنّيها، على أن تبدأ الرياح القطبية بالانحسار يوم غد الخميس، وتتلاقح المعاناة التي أفرزها الطقس اللبناني المتقلب مع أوجه الوجع اللبناني الأخرى، مثل أزمة القمح والخشية من انعدام الأمن الغذائي في البلاد، بعد تداعيات الأزمة الأوكرانية على أسعار المواد الغذائية في العالم ومنه لبنان الذي يرزح أصلاً تحت طائلة أزمات حياتية كارثية، لذا أطلق رئـيس الـحـزب الـتـقـدمـي الاشتراكي ولـيـد جـنـبـلاط تحذيراً من تبعات هذه المعاناة على حياة اللبنانيين بقوله: "في هذه الأزمة الخانقة الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها لبنان، نحصد اليوم ثمن تخلي الدول العربية عنا نتيجة التصريحات الهمايونية والعبثية لكبار القادة تجاه الخليج.