قمر لم يغب

الرياضة 2022/03/23
...

خالد جاسم
*بين الرابع والعشرين من شهر آذار 1963 والثلاثين من الشهر نفسه للعام 1993 أكثر من دلالة وأكبر من مغزى في التاريخ الرياضي الحديث للعراق وللإعلام الرياضي العراقي بشكل خاص وارتبط كلاهما بحدث ليس بالاعتيادي مع أنه ملتصق بذاكرة الزمن وليس كنشاط آني، ومع مرور 59 عاماً على ولادة البرنامج الرياضي الأثير (الرياضة في أسبوع) لصاحبه مبدع الأجيال الرياضية والرائد الإعلامي الكبير الأستاذ مؤيد البدري، تقترن المناسبة بمرور 25 عاماً على بث آخر حلقة من البرنامج في تلفزيون العراق حيث قدم أُستاذنا البدري حلقته الأخيرة في 30 آذار 1993 وليس في الرابع والعشرين من العام ذاته كما أشار كثيرون وهي معلومة زودني بها أحد مريدي البدري وتلامذته والذي منحني إضاءات كثيرة حول تاريخ ( الرياضة في أُسبوع ) مع أني كنت أتمنى على أستاذنا الكبير مؤيد البدري أطال الله عمره ومنحه المزيد من الصحة والعافية أن يكون هو صاحب المبادرة ويوثق كنز معلوماته الدسمة وذكرياته الثرة وبما تنطوي عليه من أهمية بالغة في رصد وقائع وأسرار وخفايا كثيرة عاشها على مدى أكثر من نصف قرن رياضياً وأكاديمياً وإدارياً وإعلامياً يميط من خلالها اللثام في كتاب يحمل توقيعه عن ماجرى وحدث في أكثر عقود الزمن إثارة وغزارة في الأحداث والوقائع في تاريخنا الرياضي الذي يفتقر حتى الآن وبرغم مابذله الآخرون وفي مقدمتهم أستاذنا الجليل الدكتور ضياء المنشيء الغائب – الحاضر من مجهودات عظيمة في توثيق تاريخنا الرياضي، لكننا مانزال نفتقد إلى المذكرات الرياضية التي يحكيها أبطال الحدث وصناعه الكبار من طراز الأستاذ مؤيد البدري الذي لاتتوقف مآثره الكبيرة عند حدود أشهر البرامج التلفزيونية العراقية في التاريخ الحديث بعد البرنامج الأثير (قل ولاتقل) الشهير للنابغة العراقية مصطفى جواد، بل ولأن البدري عاش أكثر فترات الزمن الرياضي العراقي في القرن العشرين مسؤولاً وقريباً من دائرة القرار إن لم يكن وراء صناعة القرار ومن خلف الكواليس في فترات ليست قليلة وهو مايضفي على ذكرياته أو مذكراته صفة الشاهد والمشارك في صناعة أحداث الزمن الرياضي العراقي . والواقع سوف لن أضيف جديداً وأنا استذكر الاستاذ الكبير مؤيد البدري في مناسبة وجدانية التصقت ذكراها بجدران الذاكرة الرياضية العراقية الخصبة ممثلة بذكرى مزدوجة، تمثل الأولى الولادة والثانية الانطفاء، ولاأقول الموت للرياضة في أسبوع بعد أن تناول غيري من الزملاء الأحبة المناسبة وأثروها بالكثير، لكني أجدد الدعوة لمن يهمهم الأمر من الحريصين على الرياضة ورموزها الباذلة والعظيمة إلى احتضان البدري وتكريمه بما يستحق وينسجم مع الخدمات الجليلة والكبيرة التي قدمها للرياضة العراقية على مدى ستين عاماً في شتى حقول الإبداع الرياضي مع أننا مانزال نوصم كأمة لاتحسن تكريم أبطالها ورموزها بما يستحقون، خصوصاً لرجل ورمز رياضي عظيم من طراز مؤيد البدري الذي يبقى كالقمر المنير في كل ليالي الظلام وأشدها بؤساً في تقويم رياضتنا التي تفتقد البدري ومن هم من طرازه من رجالات الرياضة الذين توزن أفعالهم بالذهب .