رؤية فنية لمباراة أسود الرافدين أمام سوريا

الرياضة 2022/03/26
...

 تحليل: علي النعيمي
 
تزايدتْ أحلام الشارع الرياضي في خطف المركز الثالث عن المجموعة الآسيوية الأولى المؤهل للملحق صوب مونديال قطر 2022 بعد الانتصار المستحق الذي حققه منتخبنا الوطني على نظيره الإماراتي بهدف نظيف من دون رد وباتت الآمال معلقة على موقعة دبي المرتقبة التي ستجمع أسودنا ونسور قاسيون ( سوريا) الذين هزموا لبنان بثلاثية نظيفة بقيادة مدربهم الجديد محمد غسان معتوق، "الصباح الرياضي"، خصصت هذه الوقفة الفنية للحديث عن المنتخب السوري والتوقف عند أسلوب لعبه وأبرز الأدوات التي من الممكن توظيفها في لقاء الثلاثاء، لاسيما بعد عودة أخطر لاعبيه محترف الشرطة محمود المواس وغياب العديد من ركائزه الأساسية مثل: عمر السومة، وإياز عثمان، وعمر خريبين، وفهد اليوسف، وحسام عايش، وورد السلامة، وعبد الرحمن ويس، 
ومحمود البحر.
 
نظام اللعب
يلعب المدرب السوري الجديد محمد معتوق بنظامي لعب، الأول بـ 4 - 2 - 3 - 1 في الحالة الهجومية والثاني بـ 4 - 3 - 3 في التمركز الدفاعي مع تقارب واضح لثلاثي الوسط والانضمام الى الداخل أمام قلبي الدفاع بعد الدقيقة 70 من مباراة لبنان وقد زج المدرب بأربعة لاعبين فقط من الذين لعبوا أمام العراق وهم ثائر كروما وخالد كردغلي وكامل حميشة ومحمود العنز وتبقى ميزة الأشقاء هي القوة في الالتحامات وافتكاك الكرة، والحالة البدنية العالية واللعب القتالي حتى الرمق الأخير.
 
منهجية التحضير
في المباراة السابقة، طبق الفريق السوري أسلوبين في التحضير وبناء اللعب، الأول : اللعب الطويل المباشر سمة المنتخبات السورية في نقل الكرات الى الأمام  أي من (قلب الدفاع) سعد الأحمد بالرقم 2 أو من زميله (الظهير الأيمن) عمرو جنيات بالرقم 6 الى المهاجم علاء الدالي بالرقم 21  الذي يتقن أدوار المحطة أو Target-man ويجيد الحجز والاحتفاظ بالكرة ولعبها إلى أقرب زميل له وهو مارديك مارديكيان بالرقم 20 الذي يتمركز مباشرة خلف المهاجم أو الى لاعبي (الطرف الأيمن) محمد الحلاق بالرقم 10 وهو (لاعب سريع في الطرف ولديه سرعة انفجارية) أو الى لاعب( الطرف الآخر) محمد المرمور بالرقم  11 الذي (يمتاز بالاختراق واللعب على المساحات والتمركز بين 
الخطوط).
أما الأسلوب الثاني: كان في تفعيل طرفي الملعب (الأيسر والأيمن) أي ثنائية (صعود الظهير مع لاعب وسط الطرف) وعمل اللعب المركب الركض التداخلي (أوفر لاب) أو (الربط) في الأمام وهنا تبرز أدوار لاعب الوسط محمد العنز بالرقم 18 في تغيير اتجاه اللعب من جهة الى أخرى وهو من اللاعبين المؤثرين في الفريق كونه يتقن التنويع في التمريرالقصير أو الطويل.
 
 مناطق الضغط
واحدة من الجوانب الخططية التي طبقها نسور قاسيون في مواجهة منتخب الأرز الأخيرة هو الرهان على مناطق الضغط في وسط الملعب أو في الثلث الهجومي لاسترداد الكرة وتطوير الهجمات وهنا تبرز قدر لاعب الارتكاز كامل حميشة في الاعتراض والقطع وعمل التحولات وامداد الكرات الى رباعي الوسط وكان هذا الأسلوب فعالا في مباراة لبنان ونجحوا في تسجيل 3 أهداف في الشوط
الأول.
عودة المواس
مباراة العراق وسوريا ستشهد عودة قوية لمحترف الشرطة الخطير والمنتخب الأحمر محمود المواس إذ يمنح هذا اللاعب زخما هجوميا نوعياً بفضل مهاراته الهجومية في طرفي الميدان وقدرته على تغيير تمركزه وشغل العديد من الأدوار في الأمام و اجتياز المدافعين في حالة لاعب ضد لاعب والتحول السريع بعد حيازة الكرة وتفعيل الهجمات المرتدة وتهديد مرمى المنافسين بسبب تفوقه في الجري واللعب على الكرات البينية خلف المدافعين وهو بحاجة الى مراقبة وتحضير 
دفاعي مميز.
  
خيارات شهد
من المتوقع أن تشهد هذه المباراة صراعات بدنية عالية بين المنتخبين لافتكاك الكرة في وسط الملعب لاسيما أن كلا الفريقين طبقا هذا النهج في استحصال الكرات في مواجهتيهما السابقتين لكن في مناطق مختلفة وعلى ما يبدو لنا أن منهجية الضغط العالي، (في ملعب المنافس) ستكون سلاح مدرب منتخبنا عبد الغني شهد في هذا اللقاء بعد أن نجحت في المواجهة السابقة أمام الإمارات لإجبار المنافس على لعب الكرات الطويلة، بالتالي سهولة استعادتها في ثلثنا الدفاعي كذلك تمكن لاعبونا من تحجيم خطورة طرفي المنتخب الإماراتي (الظهير الأيسر محمد خميس والأيمن بندر الحبابي) اللذين كانا من أفضل اللاعبين في المباراة الأولى أيام المدرب السابق مارفيك وحرما من عمل التقاطعات التي تحدث كالربط مع كايو وعلي صالح وهو السيناريو المتوقع من أجل إيقاف المواس والمرمور في طرفي الملعب سواء في جهة اليسار (ضرغام اسماعيل وإبراهيم بايش) أو في الجهة
الأخرى.