مـنحـة الغـرمـاء!

الرياضة 2022/03/28
...

علي رياح
خرجنا بعد الفوز على الإمارات من (محنة) الخيبة وفقدان الطريق المؤدية إلى الفوز، وصرنا نتطلع بالكثير من الرجاء والأمل إلى (منحة) ربما تهبها لنا حسابات اليوم الأخير من التصفيات المؤهلة إلى المونديال!  
قد تبدو الحسابات متشابكة أو معقدة بقدر تعلق الأمر بالبطاقة الثالثة، لكنها لن تخرج عن إطار الشرط الأول الذي ينبغي توفره قبل التفكير بما يقدمه لنا الآخرون.. علينا الفوز على سوريا والتماس كل السبل والطرق والوسائل التي تحقق لنا هذا الاحتمال، ثم يأتي النظر إلى ما يمكن أن تجود به كوريا الجنوبية في مواجهة الإمارات، وما تقدمه إيران حين تلعب مع لبنان..  
وفق أية قراءة موضوعية متاحة، يمكن القول إن الاحتمالات الثلاثة قائمة: فوز العراق وكوريا الجنوبية وإيران.. لكن كل هذه القراءة لن تكون ذات جدوى أو منفعة ما لم نضع النقاط الثلاث في متناولنا في الميدان وليس على الورق، وبعدها سننظر إلى ما يجري في دبي وطهران!  
هنالك جزئية أخرى في هذه القراءة يطرحها السؤال التالي: هل من احتمالات متبقية أخرى تفضي بنا إلى البطاقة الثالثة في المجموعة الأولى؟ وهل الفوز هو الشرط الوحيد لكي نقلب الحسابات لصالحنا؟ بالطبع ثمة احتمال ثان لكنه يمثل جزئية صغيرة وهي متاحة وفقاً لأية حسابات ممكنة.. تعادلنا مثلاً، سينفع إذا خسرت الإمارات بحصيلة وافرة من الأهداف أمام كوريا، وإذا تعادلت أو خسرت لبنان أمام إيران!  
نحن هنا في صدد التقيّد بعبارة (اخدم نفسك بنفسك) ثم فتح أكفنا لتلقي المنحة من الآخرين في يوم سنستعيد فيه كل فرصة أُهدرت أمام المرمى، وكل نقطة ضاعت، وكل تعادل كان يمكن أن يكون فوزاً لنا، وكل خسارة كان يمكن تفاديها في المباريات الثماني الأولى من التصفيات الحاسمة.. اتخيّل كثيرين منا وهم منهمكون في استعادة شريط الرحلة الماضية ووضع اليد على الكثير من المواضع السيئة التي كان يمكن تلافيها، ولكننا لا نملك غير هذا الشريط، بينما البطاقة الثالثة تتطلب حقائق رقمية إيجابية مُنجزة وليست في رسم الخيال.. أو الندم!  
التفوق على الإمارات في مباراة وصفناها بـ (فرض الإرادات) صار فاتحاً للشهية بالنسبة لنا .. قبل تلك النتيجة كنا نتداول كل التعابير الساخطة الناقمة على المنتخب وعلى وضعنا الكروي المهزوز.. نتيجة أعطتنا جرعة.. نريدها جرعة لرفع منسوب الأمل وليس لتخفيف الوجع.. هنا تكمن القيمة.. لكن ذلك التفوق سيكون هباء تذروه الريح وغير ذي قيمة أبدا إذا لم نرفده بفوز على منتخب سوريا الخارج بظفر مهم في لبنان بكل أبعاده المعنوية.. فوز آخر سيحقق لنا جانباً من الرضا المتأخر كثيراً على المنتخب حتى لو لم نصل إلى الملحق الآسيوي، أما إذا جاء فوزنا ولعبت الحسابات الأخرى معنا، فذلك عزّ ما نتطلع إليه ونتمنى!