السعودية والكويت تقرران عودة سفيريهما إلى بيروت

الرياضة 2022/04/09
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
أجواء من الارتياح البالغ أشاعه قرار المملكة العربية السعودية والكويت بعودة سفيريهما إلى بيروت لتنهيان بذلك قطيعة تسببت بها تصريحات أعتبرت مسيئة للرياض من قبل وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، إذ أعلنت وزارتا الخارجية السعودية والكويتية في بيانين لهما عودة السفيرين إلى العاصمة اللبنانية، رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي رحب بذلك معلناً التزام لبنان باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز التعاون مع دول التعاون الخليجي، في الأثناء أعلن صندوق النقد الدولي توصله إلى اتفاق مع لبنان لمنحه مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار. 
ويبدو أن المنطقة كما ذكر مراقبون لبنانيون لـ”الصباح” تتجه نحو حزمة تسويات إقليمية، فعودة السفراء تزامنت مع الحلحلة اللافتة في الملف اليمني حيث وقف إطلاق النار وتشكيل مجلس قيادة جديدة للتفاوض مع الحوثيين، ومن المؤمل أن ينعكس ذلك إيجابياً على الواقع اللبناني المأزوم ليشهد انفراجات في أزماته المعقدة. 
هذا ووصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي أمس الجمعة، السفير الكويتي في بيروت عبد العال سليمان القناعي مستأنفاً نشاطه الدبلوماسي، بعد عدة أشهر من قرار سحبه من قبل السلطات الكويتية، وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت أمس الأول الخميس في بيان لها أنه  “استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيدًا لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات المطلوبة لتعزيز التعاون مع السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، فإن وزارة خارجية السعودية تعلن عودة السفير وليد البخاري، إلى جمهورية لبنان الشقيقة”، فيما ذكرت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان لها، أنه “في ضوء التجاوب اللبناني مع المبادرة الكويتية الخليجية، واستجابةً للمناشدات التي أطلقتها القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتفاعلاً مع الالتزام الذي قطعه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ‏باتخاذ الإجراءات المطلوبة لتعزيز التعاون مع دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووقف كافة الأنشطة السياسية والعسكرية التي تمس دول مجلس التعاون الخليجي، فإن دولة الكويت تعلن عودة سفيرها لدى جمهورية لبنان الشقيقة عبدالعال القناعي”، وشددت الوزارة، على “أهمية جمهورية لبنان وعودتها إلى محيطها العربي بكافة مؤسساتها وأجهزتها الوطنية معربة عن الأمل بأن يعم الأمن والسلام لبنان”، رئيس الحكومة اللبنانية تلقف ذلك بارتياح معلناً في تصريح له “أننا نثمّن قرار السعودية عودة سفيرها إلى لبنان، ونؤكد أن لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج، التي كانت وستبقى السند والعضد”، بينما عدَّ وزير الداخلية القاضي بسام مولوي، في تغريدة عبر “تويتر”، أنه “مجدداً تثبت المملكة العربية السعودية من خلال عودة سفيرها الوزير المفوض وليد البخاري أن لبنان في قلبها ووجدانها وهي لن تتركه ابداً” في غضون ذلك أعلن صندوق النقد الدولي  توصله إلى” اتفاق مبدئي مع لبنان على خطة مساعدة بمبلغ  ثلاثة مليارات دولار تقدم على أربع سنوات”، و صرح رئيس وفد صندوق النقد الدولي راميريز ريغو في بيان له أنه “ تم التوصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين بشأن السياسات الاقتصادية مع لبنان للحصول على تسهيل تمويل لمدة أربع سنوات، فقد صاغت السلطات اللبنانية، بدعم من خبراء الصندوق خطة شاملة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الهادف إلى إعادة بناء الاقتصاد واستعادة الوضع المالي ، وتقوية الحوكمة والشفافية، وإزالة العوائق التي تحول دون النمو الموفر للوظائف”، في السياق علق نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، على الاتفاق المبدئي بين لبنان وصندوق النقد الدولي، مؤكداً أنه “اتفاق مبدئي بين موظفي الصندوق والوفد اللبناني المفاوض، أي اتفاق على صعيد الموظفين ثم يذهب إلى مجلس الإدارة في صندوق النقد” في حين اعتبر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن “إبرام اتفاق على مستوى الخبراء مع صندوق النقد حدث إيجابي للبنان”، وذكر أن “مصرف لبنان تعاون مع الصندوق وسهّل مهمته” أشار إلى أن “الاتفاق سيسهم في توحيد سعر الصرف”. 
مختتماً بقوله: “نأمل في تلبية الشروط المسبقة التي يحددها صندوق النقد للحصول على موافقة مجلس الصندوق على البرنامج.»