بطل أولمبي

الرياضة 2022/04/10
...

نبيل الزبيدي
غالبية مشاركات العراق في الأولمبياد جاءت من خلال بطاقات مجانية باستثناء كرة القدم وبعض الألعاب الأخرى التي تمكنت من تحقيق التأهل المباشر خلال الدورات السابقة، والبطاقات المجانية تمنحها الاتحادات الدولية لكل لعبة بحسب العدد المطلوب، وتستفيد منها الدول النامية لدعمها ولمنح الفرصة لرياضييها بالتنافس مع المحترفين.
المشاركة الأولى للعراق في الأولمبياد كانت في لندن 1948، ولغاية الآن تمكنا من نيل وسام يتيم عن طريق الرباع الراحل عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما 1960، وهذا يدل على غياب التخطيط للرياضة العراقية والانفاق غير المدروس لاتحاداتنا، وقد كانت مشاركتنا الأخيرة في طوكيو 2020 متواضعة جدا، عن طريق الرامية فاطمة عباس والجذاف محمد رياض والعداء طه ياسين، وقد وصفها أهل الشأن بانها أفقر بعثة في تأريخ العراق الرياضي.
شهدت بغداد الأسبوع الماضي تواجد رئيس اللجنة الأولمبية الإسبانية اليخاندرو بلانكو في أول زيارة لرئيس لجنة أولمبية أوروبية منذ أكثر من نصف قرن، وتم خلالها تفعيل تفاصيل مذكرة التفاهم بين الأولمبيتين العراقية والأسبانية التي وقعت في العاصمة مدريد شهر كانون الثاني الماضي، وهنا نتوقف عند سؤال مهم هل هذا التعاون مع أفضل اللجان في اوروبا يعود بالفائدة علينا، أم سيكون حبراً على ورق.
هل من المعقول أنه لاتوجد موهبة في كل فعالية؟ وهل من الصعب تحقيق إنجاز قاري وأولمبي؟ الإجابة هي أن ملاعبنا تزخر بالمتميزين ولكن صناعة البطل الأولمبي تحتاج إلى دعم حكومي أولمبي اتحادي، إذ لا يستيطع الرياضي وحده تحقيق الإنجاز.
إن التحضير للأولمبياد يحتاج إلى وضع برنامج طويل الأمد يبدأ قبل أربع سنوات من انطلاقها، ولذلك يجب البحث عن الفئات العمرية من الناشئين والشباب واختيار أصحاب الأرقام المتميزة وزجهم بمعسكرات خارجية في دولة متخصصة، وأن لا نعيد التجارب الفاشلة في الإعداد، إذ كانت المعسكرات السابقة عبارة عن سفرات ترويحية للأعضاء والمدرب، ويتحمل هذا الهدر بالأموال أصحاب القرار بسبب غياب المتابعة.
نحن نتفاءل بهذا التعاون المشترك بين الأولمبية ونظيرتها الإسبانية في تطور رياضتنا وبالتالي صناعة بطل أولمبي، ولكن الرياضة العراقية اليوم بحاجة إلى عملية منظمة تنقذها من دائرة الفشل التي تدور فيها منذ أكثر من خمس عشرة سنة، والتخبط في اتخاذ القرارات وغياب مبدأ الثواب والعقاب، ومحاسبة المقصرين، ولذلك نتمنى من الأولمبية أن تضع نصب أعينها تطور رياضتنا في الفترة المقبلة.