قيثارة وصقور.. وألق الحضور

الرياضة 2022/04/11
...

علي رياح  
 
تمتد يد التاريخ كي ترسم منحنى الصدف التي ينبغي أن تستوقفنا. في السابع من نيسان من عام 1971 وكان يوم أربعاء، فتحت بغداد ذراعيها كي تحتضن (آليات الشرطة) بطلنا العائد غير المتوّج إلا بالفخر، رفض القيثارة خوض النهائي أمام مكابي حيفا الصهيوني في ختام بطولة الأندية الآسيوية، فبقيت ذكراه مجدا ممسكا بالقلوب وعالقا في أعزّ مكان من الذاكرة.  
بعد إحدى وخمسين سنة ويوم واحد، يشهد نيسان انطلاقة القوة الجوية في النسخة الحالية من دوري أبطال آسيا بفوز أثلج الصدور على الجزيرة الإماراتي، فوز بدّد كثيرا من مظاهر التشاؤم التي واكبت رحلة الصقور إلى السعودية بعد أن تمكنت الإخفاقات المتتالية من فرقنا في الآونة الأخيرة.. لا أملك بين التاريخين سوى إعادة الربط مجددا بين القيثارة والصقور خصوصا حين يتعلق الأمر بأمجاد التفوق على الفرق العربية والأجنبية خلال العقدين الستيني والسبعيني، كان الفريق الزائر يخسر أمام الآليات فتصبح مهمة الجوية ألا يخرج بنتيجة أقلّ من الفوز، إنه السباق الذي يضع هذين القطبين دوما في المكان الذي يليق بهما وبالكرة العراقية.  
لا أجد في هذا الربط مبالغة أو خروجا عن السياق . الصحيح أنه محاولة استنهاض العزيمة والتذكير بماض تليد، شخصيا لن أطالب القوة الجوية بمركز متقدم في هذه البطولة، فلقد تغيّرت الدنيا بمن عليها وصار العراق (يلعب) خارج مساحة الإنجاز الآسيوي منتخباتٍ وأندية، إنما أريد أن أظهر كل مشاعر التمني بأن يكمل الصقور خطوتهم الأولى وهي الفوز على الجزيرة الإماراتي بنتيجة إيجابية أخرى اليوم أمام مومباي سيتي الهندي، وأغلب الظن أنها نتيجة ستكون مفتاحا لتجاوز عقدة دور المجموعات وهي العقدة التي طاردتنا مثل ظلنا في مشاركاتنا الضعيفة الأخيرة.  
فوز أول فتح شهيتنا برغم ملاحظاتنا على الأداء، وهي ملاحظات مؤجلة لحين انتهاء المشاركة، والفوز الثاني اليوم سيضاعف الثقة لدى فريقنا القوة الجوية، لأن هذه النتيجة – إن تحققت بمشيئة الله – ستؤمن لنا غطاءً معنويا لخوض المواجهة العسيرة للغاية أمام الشباب السعودي، ولا بد من اعتراف بأننا كنا محظوظين بأن تضع السحبة مباراتنا مع الشباب في الموعد الثالث، في الطريق الطويل قبل الانتقال إلى دور الستة عشر. 
لن أفرط في التفاؤل أبدا.. لكنني على الأقل أمتدح فريقا عراقيا فاز ونريد له أن يواصل المشوار، من منطلق أن الصقور لا يمثلون أنفسهم فحسب، إنما هم في الأصل سفراء نريدهم فوق العادة لعموم العراق والعراقيين في هذه النسخة.  
كلـّما حلـّت في الأفق مشاركة في بطولة الأندية أبطال الدوري، عدنا إلى أيام الآليات العظيم.. انقضت كل هذه السنين دونما إنجاز، إلا في كأس الاتحاد الآسيوي وهي مسابقة من الدرجة الثانية إذا قورنت بدوري الأبطال، ومهمة الجوية أن يكتب تاريخا مختلفا هذه المرة، على الأقل في اجتياز عتبة المجموعة
 الثانية.