مُتطلبات التغيير

الرياضة 2022/04/13
...

|علي حنون
 
ترى ثُلة لها حضورها المُؤثر في الوسط الصحفي والإعلامي الرياضي أن المُدرب الأجنبي، في إثر الرحلة غير الجيدة لتشكيلتنا في الاستحقاقات الدولية الفائتة، هو الخيار الأفضل للإشراف على مُنتخبنا الوطني لكرة القدم لاعتبارات ربما فيها الكثير من البراهين، التي تُسند رؤيتهم بالحجة الواضحة, ولكن علامة الاستفهام، التي تُطلق هنا تقول عن أي مُدرب يجب أن نبحث؟ الإجابة أكيد عن الأفضل، ولكن كيف سيتعاطى هذا الأفضل مع أدواته (اللاعبين)؟.. معلوم أن المدرب الأجنبي (النخبوي)، الذي هو نقطة التقاء الجميع لطالما كان معظم الآراء يذهب باتجاه ملعبه، يعتمد في فلسفته التدريبية على قدرات فنية عالية، ووفقاً لذلك يجب أن ترتقي قدرات لاعبينا إلى المستوى الاحترافي الحقيقي وإلى درجة تفكير المدرب.
والذي نقف عليه ونعي خوالجه، هو أن جُلّ لاعبي قائمة منتخبنا الوطني سواء من حيث مهاراتهم أو ثقافتهم الخططية لا يتجاوزون مستوى منافسات الدوري بقليل، ولكنها في حيثيات أخرى مهمة ومهمة جدا لاتصل إلى طروحات ورؤى المدرب الأجنبي، الذي نُريد، وهنا يقفز سؤال آخر غاية في الأهمية، ما الحل؟ ..الحل يَكمُن في العمل باتجاهين، الأول الاعتماد على مُدربين أجانب لجميع مُنتخباتنا ويعمل بمعيتهم مُدربون محليون للإفادة، ويُصار إلى الاستغناء عن عديد وجوه التشكيلة الوطنية وتعويضهم بلاعبين من المنتخب الاولمبي وبأعمار مُناسبة ويُعطى فاصل مُناسب من الزمن للمدرب الأجنبي لكي يعمل في البداية على تأهيل اللاعبين فكريا وإيصالهم إلى مرحلة التقبل بيسر لفلسفته، ومن ثم الدخول معهم في عملية الإعداد للاستحقاقات الخارجية، عدا ذلك يكون الأمر مُجرد ترقيع، لاغير. أما الخوض في حديث يتعلق بالمدرب الأجنبي، الذي يجب أن يتعامل بواقعية وأن يترجل عن منصة قدراته الحقيقية ليضع رؤية يرتديها اللاعبون ثوبا يكون مناسبا لحجم إمكاناتهم فهذه بُدعة لا يمكن الركون إلى إقرارها لسبب وجيه وهو اننا لن نخطو وفق ذلك خطوة واحدة إلى الأمام طالما أن اعتمادنا على المدرب الأجنبي هو فقط يأخذ إطار الشكلية، وإذا أردنا السير في هذا السبيل فالأحرى الاعتماد على المدرب الوطني لأنه في تفاصيل مطلوبة هو الأقرب إلى التفاعل مع اللاعب العراقي..لسنا هنا في سياق مُفاضلة بين الاثنين لأن لكل منهما مريديه من النقاد والمتابعين ويقينا وفق عملية تقييم تعتمد رؤية مستقلة، ولكننا نتطرق إلى غاية يجب أن تكون حاضرة في تفكير إدارة اتحاد كرة القدم وهي تسعى لاختيار مدرب اجنبي ليتصدى لمهمة قيادة منتخبنا الوطني في الاستحقاقات الخارجية القادمة. تأسيسا على طرحنا، فإننا جميعا ننشد الأفضل لمنتخبنا وإذا وجد الاتحاد أن المدرب الأجنبي هو خيار لا حياد عنه في هذه المرحلة لتأهيل فريق يستحق تمثيل الكرة العراقية خارجيا، فإننا بلا ريب سنكون داعمين لهذا التوجه ونشد على أيدي أعضائه لاختيار الأفضل بين المدربين الأجانب ليس في سيرته المهنية فحسب، وإنما في رحلته التدريبية في المحطات القريبة لكي لا نقع في شرك التسمية الخاطئة، ولا نريد أيضا لمنتخبنا الوطني أن يظهر بذات الصورة السيئة التي رافقته في الاستحقاقات الماضية وآخرها تصفيات مونديال قطر، التي أصابت منتخبنا في مقتل بسبب الاختيارات غير الموفقة للمدرب الأجنبي.