هل يعتمد الاتحاد على مواهب تحت الـ 18 عاماً ؟

الرياضة 2022/04/18
...

 متابعة: انتصار السراج 
 
من خلال متابعاتنا لمسابقة الدوري الإسباني، لفت انتباهنا أحد التقارير التلفازية الذي يتحدث عن أهتمام نادي برشلونة باللاعبين الصغار دون سن 18عاماً، حيث يتم الاعتناء بفريق الشباب كرافد مهم للكبار ما يشكل نقطة مضيئة في تاريخ مسيرة هذا النادي العملاق، وتعد المواهب فيه من أفضل ما تم صقله على أيدي المدربين وأثبتوا استحقاقهم للانتقال إلى المستوى الأعلى، ويستطيع المدرب الاعتماد عليهم في المناسبات المحلية والأوروبية أيضاً.
ترى أين نحن من الاهتمام بالمواهب الشابة ممّن هم تحت 18 عاماً؟ ولماذا لا نجد هذا الاهتمام الجدي بتلك المواهب لاحتضانها وإعطائها الفرصة الحقيقية لإثبات نفسها مع الأندية، أليست هذه المواهب هي من تسهم في بناء المنتخب الوطني، ومن خلالها نستطيع بناء جيل كروي ينهض بالكرة العراقية التي تعاني في الوقت الحالي من انحسار شديد للبدلاء الأكفاء لمقارعة كبار القارة؟
أرى شخصياً أن تأخذ الفرق العراقية على عاتقها مسؤولية الاهتمام بالشبان، وتنشئتهم نشأة صحيحة، ليكونوا مستقبلا نواة للأندية وأساس كرة القدم العراقية على وجه العموم، وهو أفضل بكل تأكيد من الاعتماد على اللاعبين الجاهزين والمحترفين الذين يكلفون ميزانيات الأندية مبالغ طائلة، فلا بأس أن تستقطب الأندية العراقية بعض المحترفين ضمن صفوفها ضمن المعقول، لا أن تعتمد عليهم بشكل كامل وتهمل اللاعبين الشباب المحليين، ما يؤدي إلى اندثار المواهب الشابة، وتراجع مخيف على مستوى المنتخب الوطني.
هنا أود الإشارة إلى أن موضوع احتضان المواهب واللاعبين تحت 18 عاماً، مسؤولية لا تقع على عاتق إدارات الأندية فحسب، بل ضمن مسؤولية اتحاد الكرة ومن واجبه حماية هؤلاء اللاعبين وتوفير الأطر القانونية التي تحتم على الأندية إعطاء فرص حقيقية لهم لخوض منافسات الدوري مع أنديتهم، وسن القوانين التي تسهل مشاركتهم في وقت كافٍ خلال مباريات الدوري، وفرض ذلك على الأندية لاختيار المواهب الشابة واعتمادهم كل عام للفريق الأول، من أجل أن نوفر لاعبين جيدين يعوضون سنوات العجاف وهي تجربة فريدة منذ وقت طويل.