الأزرق فرط بالانتصار وشاكر تحت الاختبار ثانيةً

الرياضة 2022/04/18
...

 تحليل: علي النعيمي
قدم فريق القوة الجوية ممثل الكرة العراقية 
في دوري أبطال آسيا أداءً مقنعا أمام الشباب السعودي بعد إضاعته لفوز كان في متناول اليد بسبب هدف التعادل القاتل الذي سجله المنافس بكرة اللاعب حسين القحطاني في الدقيقة 95.
 
 وقد استطاع المدرب حكيم شاكر توظيف إمكانات لاعبيه بشكل جيد عندما طبق أسلوباً دفاعياً محكماً طيلة عمر اللقاء لحرمان منافسه من المساحة وحرية التحرك وتسلم الكرات براحة في ثلث الجوية الدفاعي، على الرغم من الفوارق المهارية والفنية وجودة المحترفين الأجانب الذين كان يناور بهم مدرب الشباب ماريوس سوموديكا في التصفيات على غرار تدوير وإراحة كل من الظهير الأيمن المحترف لاغو سانتوس والجناح الأيمن لوسيانو فيتو وكارلو كارفاليو ومن المتوقع الزج بهم في مواجهة يوم غد إن شاء الله بالإضافة إلى امتلاكه دكة عامرة من اللاعبين الموهوبين الذين لم يشتركوا حتى الآن على غرار هتان باهبري و متعب الحربي.
 
كتلة دفاعية متجانسة
لجأ المدرب حكيم شاكر إلى دفاع المنطقة المنخفض واللعب في كتلة متجانسة و بمسافات متقاربة بحيث حرمت ثلاثي خط وسط الشباب (عبدالله الجوعي وتركي العمار ونواف العابد) من تسلم الكرات بين خطوط اللعب وتطوير الهجمات في مناطق خطيرة وتوزيعها إلى طرفي الميدان لتهديد مرمى محمد صالح، كما حجّم من خطورة لاعبيه المهاريين الذين يميلون إلى الاشتراك في الهجمات على غرار الظهيرين الصقور والشميخ، أما اللاعب الخطير المحترف الأرجنتيني بانيغا فقد واجه صعوبة كبيرة في إرسال كراته البينية ولعب التمريرات إلى عمق الدفاع الجوي، بينما حاول زميله المحترف السنغالي ألفريد ندياي التحرك كثيرا من دون كرة لخلخلة دفاع الأزرق وإيجاد الثغرات التي تمكن المهاجم الكاميروني جون ماري من عمل الانفرادات و المواجهات الفردية أمام مرمى الجوية .
 
خطأ تنظيمي
لكن منهجية الدفاع المتكتل وتضييق المساحات على المنافس -التي قطعاً ستتأثر بغياب البنمي رودريك ميلر في المواجهة المقبلة- ضربت أكثر من مرة لاسيما في الشوط الثاني، بسبب تراجع الكتلة الدفاعية إلى الخلف وقد تمركزت على بعد 36 ياردة عن مرمى الحارس محمد صالح وأن هذا الخطأ التنظيمي منح بانيغا حرية التحرك ولعب العديد من الكرات إلى جهة تركي العمار الذي شكل طيلة دقائق المباراة خطورة واضحة، مستغلاً ضعف التغطية الدفاعية بين شريف عبد الكاظم وضرغام إسماعيل وكان يستلم خلفهما الكرات ومن ثم يحاول تطوير الهجمات أما عبر الدخول المباشر إلى جزاء الجوية أو لعب الكروسات القريبة أو البعيدة إلى المهاجم ماري .
 
الهجوم بحاجة لوقفة
التكتيك الهجومي للجوية كان ثابتاً وافتقد إلى التنويع خلال هذه المواجهة واقتصر فقط على التحولات والحلول الفردية في عملية تهديد الفريق السعودي وبات الجهاز التدريبي مطالباً بتطوير حالات الهجمات المرتدة بعد الحيازة على الكرة والتحولات في الثلث الهجومي أو منتصف الملعب بصفته سلاح الصقور الفعّال، إذ من غير الممكن أن تستمر منهجية الحل الفردي في الهجوم كأن يقوم اللاعب بنفسه بعمل الدربيل والجري بالكرة لمسافات نحو المرمى المنافس من دون أي مساعدة أو المنافس أو تنفذ بأسلوب على التمرير الطويل أو البعيد والتي تتطلب زيادة عددية مع المزيد من التحركات باتجاه الفراغ والتمركز في مناطق حيوية بعيدة عن الرقابة، وبالتالي يتطلب من الفريق التنويع في الهجمات على غرار النقل السريع من جهة إلى أخرى بشكل متكرر واستخدام التمرير الجداري لهزيمة خط دفاع الخصم والركض التداخلي، المواجهة المقبلة ستكون صعبة للغاية كون أن الجوية استفز الشباب كثيراً بهذا الأداء والنتيجة وسيسعى الأخير إلى الظهور بشكل مغاير وتوظيف جميع أوراقه وهنا تبرز حنكة وحكمة وخبرة الجنرال شاكر في تسيير مجريات اللقاء، كل التوفيق لممثل الكرة العراقية في المواجهة المقبلة من أجل التأهل إذا ما علمنا أن نظام المسابقة ينص على أن « يترشح إلى دور الـ16 لمنطقة غرب آسيا الفريق الحاصل على المركز الأول في كل مجموعة، إلى جانب أفضل ثلاثة أندية حاصلة على المركز الثاني في المجموعات».