لمياء نعمان
أظهرت وسائل الاتصال الاجتماعي ظهور حالة هي بصراحة مخاوف جديدة نقرؤها ليست في الحسبان ..
ونشهد ذلك من خلال ما يُكتب من أخطاء املائية هنا وهناك اضافة الى اعمام كتابات فيها لغط كبير فنجدها على الجدران “اللافتات “والكثير من العناوين في الشارع وفي كل مكان واصبحت من المسٌلمات التي يؤخذ بها للتداول وهي بعيدة عن مصطلحات وسياق اللغة العربية وهذه الحالة ستؤثر حتماً في عقول اجيالنا الصغيرة فهم باتوا يتعلمون الأخطاء في الكتابة كونها سائدة ومتعارف عليها ولا اعتراض عليها وكأنها صحيحة .
و” الاملاء” إحدى وسائل ومحاور التعليم التي باتت غير مهمة في العملية التربوية ....في دول مثل أميركا وأوروبا وآسيا يتعلم الطفل كيفية التهجئة لحروف الكلمات وهي من أسس التعليم حتى لا ينسى الصغير كتابتها ولا يُخطئ فيها وفي مدارسنا سابقاً كنا نتعلم التهجئة قبل كتابة الحروف والمعاني فترسخ في أذهاننا فلا تكون هناك أخطاء. الآن تغيرت المناهج التعليمية لنشهد الأخطاء تكبر مع مفاهيم صغارنا وكبارنا وهذا بسبب تخلف التحاق أولادنا للمدارس والذي يشكل كارثة تربوية وأجتماعية وأنسانية ستؤثرعلى بنية مجتمعنا الذي كان وسيجعل من تلك الأخطاء ورداءة الأملاء وهجرة مقاعد الدراسة عناوين لمجتمع يتأخر من مواكبة التنمية البشرية والتطور للعلوم والطب
والتكنولوجيا .وربما جاءت بعض الظروف لحاجة العوائل لدفع أبنائها للألتحاق بسوح العمل المبكر لأجل الحصول على موارد مالية للعائلة وترك التعليم الى غير
رجعة ..
لنتعرف على آخر تقرير صدر من الجهاز المركزي للأحصاء حول واقع التعليم في العراق ..يشير :الى أن 8 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 - 11 سنة لا يدخلون المدارس الأبتدائية وأن 43 بالمئة من الصغار وهم بأعمار 12 - 14 سنة لا يلتحقون بمدارس المتوسطة و87 بالمئة من الشباب الصغار وهم بأعمار 15- 18 لا يدخلون الاعدادية ..هذه النسب تشكل كارثة في الحقيقة يجب الانتباه لها والاهتمام بها ..لأن ذلك يجعلنا حريصين على تأمين الجهل والتخلف والفقر والأمية لأجيالنا المقبلة والذين نريد لهم أن يتميزوا بقدرات عقلية وذهنية وأن نتباهى بفطنتهم وذكائهم ليضعوا مجتمعنا في مصاف الدول
المتقدمة.
دعونا نتفحص وضعهم ونضعهم في المجهر لنرى أن نسبة كبيرة منهم تم تهجيرهم داخل الوطن مع عوائلهم فلم يحصلوا على فرصة للاستمرار في الدراسة وبعضهم يضطر لترك فرصته في التعليم لغرض العمل ولمساعدة الأسرة للاستمرار في العيش بكرامة وبعضهم هاجر خارج الوطن ليكون بالتالي مواطنا أجنبيا ولا نضعه في حساباتنا وبهذا الشكل ستتغير خارطة منظومة حياتنا التي سيصيبها التخلف والجهل جراء اسقاطات الوضع العام في البلد فلا تشجيع على التعليم ولا أهتمامات للطلبة في المدارس والجامعات
والمعاهد .
وصار علينا أن نلحق بطلبتنا قبل أن تكون عدوى (الأمية -الفقر -المرض ) قادمة لتدميرهم وبالتالي تدمير البلد ،علينا أن نحرص على عقولهم فهم قوام وخلاصة المجتمع المقبل ...ونحاول جاهدين بناء أجيال تحصل على تعليمها وبدون (أخطاء ) ونجعلهم يسابقون أقرانهم في العالم بالتميز والابداع والاختراع والذكاء ليصنعوا لنا شعبا متعلما ومتحضرا وشبابه وصغاره من النوابغ في مجالات المعرفة والتنوير والعلوم المتطورة في جميع
المجالات .