بيروت:  جبار عودة الخطاط 

 

وسط تحذيرات من إقفال المطاحن أبوابها مالم يتم تأمين حاجتها من القمح في وقت ترددت فيه معلومات أمس الثلاثاء بأن قرار رفع الدعم عن الخبز بات مسألة وقت وقد يصدر بأي لحظة، الأمر الذي حدا بوزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام لنفي ما يتردّد من أنباء عن رفع الدعم حالياً، عن الخبز بينما رجحت مصادر أن يتخذ قرار رفع الدعم بعد يوم 15 من الشهر القادم في حينها تكون الانتخابات قد انتهت ولم تعد ثمة خشية من ارتدادات شعبية على صندوق الاقتراع. 

في السياق، حذر رئيس نقابة أصحاب الأفران في صيدا والجنوب زكريا العربي القدسي من أزمة رغيف جديدة إذا لم يتم تأمين حاجة الأفران من الطحين، وأضاف العربي أن “ أزمة الطحين عادت لتهدد عمل الأفران بعدما نفد مخزون معظمها أو كاد، وأن ما تبقى لدى القسم الأكبر من أفران صيدا من طحين بما فيها أفران العربي، لا يكفي إلا حتى أمس الثلاثاء”، وتوجه العربي بالمناشدة إلى” وزير الاقتصاد للعمل على إيجاد الحلول السريعة لأزمة الطحين، لتتمكن الأفران من الاستمرار بتأمين الرغيف للمواطنين”، اللبنانيون الذين باتوا على موعد مع انتشار الأخبار المقلقة صاروا يتناقلون في مجالسهم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخبار التي تفيد بأن قرار رفع الدعم عن الخبز قد يطرق أبوابهم بأي لحظة ليصبحوا أمام الأمر الواقع الذي لا مناص عنه في حين تؤكد مصادر مطلعة بأن مثل هذا القرار لا يمكن أن تتورط به الطبقة السياسية قبل الانتخابات وهو سيصدر لا محالة بعدها، وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام من جهته نفى المعلومات التي يتم تداولها عن قرار رفع الدعم عن الخبز حالياً مشيراً إلى أنه “يتمّ السعي بدلاً من رفع الدعم إلى إبرام اتفاق الـ150 مليون دولار مع البنك الدولي لتعزيز الأمن الغذائي”. غير أنه في المقابل شدد على أن الدولة “على المدى الطويل في وضع مالي صعب وليس بمقدورها دعم الخبز أو غيره”، أما السيد علي قميحة عضو نقابة الأفران في الجنوب فحذر بدوره من إقفال مطاحن الجنوب الكبرى - سبلين، إذ” سيؤدي ذلك إلى أزمة خبز لا مفر منها لاسيما أن مطاحن سبلين تغطي كميات كبيرة من الطحين لأفران الخبز العربي في كل لبنان”. وأكّد قميحة” أنّ إقفال الأفران سيكون حتميًّا وخصوصاً تلك التي تستهلك كميات الطحين فقط من مطاحن الجنوب وليست لها أي حصة أخرى في غير مطاحن. فناشد المسؤولين على إيجاد حل سريع لموضوع إقفال المطحنة في ظلّ أنّنا على أبواب عطل أسبوعية بمناسبة الأعياد”. إلى ذلك التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس الثلاثاء في السرايا الحكومية، مع وفد من الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر للبحث في كيفية تقديم المساعدات لموظفي القطاع العام، وبعد اللقاء أعلن الأسمر، أنه “بحث مع ميقاتي عملية تعجيل دفع المبالغ المقطوعة المقررة للقطاع العام بانتظار صدور قانون الموازنة، وضرورة أن تدفع هذه المبالغ تدريجياً، وأن يدفع أول قسم منها قبل الأعياد. وتم لهذه الغاية الاتصال بوزير المالية للتنسيق في هذه الأمور ولوضع عملية تنفيذية فوراً للبدء بالدفع قبل الأعياد لموظفي القطاع العام والمؤسسات العامة والعسكريين والمتقاعدين”، وأضاف الأسمر “شكرنا ميقاتي على ما تم الاتفاق عليه بالنسبة لإعطاء هذه المساعدات المقطوعة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وبحثنا في قضية الرغيف وشددنا على ضرورة عدم رفع الدعم عن الطحين في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة، وضرورة الاستمرار بدعم رغيف الفقراء. وفي هذا الإطار تقرر عقد اجتماع موسع تحضره كل النقابات المعنية. كما أكدنا على الأمن الغذائي الذي ، كلما اهتز، اهتز معه الوضع الأمني، ولذا نرى تصاعداً في حالات السلب والقتل والنهب والتشليح وصولاً إلى الإعدام”.