الأسماء والعلامات التجارية

اقتصادية 2019/03/19
...

فؤاد العبودي
 

استهلالا لابد من الاشارة الى ماتعنيه دائرة الاسماء والعلامات التجارية التي لايقل عملها اهمية عن عمل اية جهة حكومية لها ارتباط وثيق بمصالح من يربط 
بها.
وتمثل الدائرة المذكورة وجودا اعتباريا سواء كان  يخص الاختيار المناسب للاسماء او العناوين الخاصة بالمحال والشركات والمعامل او عدم الموافقة على اسماء معينة مفرغة من المحتوى او الذوق 
العام.
ومن المهم جدا ان يكون  القائمون على ادارة عمل دائرة العلامات والاسماء التجارية بمستوى هذه المسؤولية من دون فسح المجال لاصحاب الشركات او المحال اختيار مايناسبهم شخصيا الا اذا كان الاسم ذا محتوى 
ودلالة .
فالاسم المعروض على واجهات المحال او الشركات بالتأكيد هو اعلان وعليه يجب امتثاله او معناه لمعيار الذوق العام ووفقا للاسماء التأريخية ومعالم دلالاتنا الحضارية فهي الاقرب والافضل والاجمل من تلك الاسماء التي يختارها الاشخاص كعناوين 
لمحالهم.
ومن يعتقد ان اطلاق الاسم التجاري او اسم لمحل او اسواق معينة أمراً غير مهم فانه يصبح والحالة هذه على خطأ جسيم ذلك ان دلالات الاسم تعطي انطباعا عن ثقافة الشعب وادراكا من لدن القائمين على متابعة هذه الامور التي من الواجب وضعها بعين الاعتبار، وألا ينظر نظرة مجردة  من جميع الحسابات ذات الصلة بالواقع
 الملموس.
فأختيار الاسم التجاري ومنحه بالموافقة عليه من قبل الجهة المعنية هو قضية وطنية تتعلق بمدى اعتزازنا برموزنا التأريخية والحضارية وليس مزاجا بل ينطلق من مفهوم الاعمام الحضاري والتعريف المطلوب لمن لم يطلع على تأريخنا واسماء شخصياتنا التأريخية والعلمية والثقافية لكي نعطي بريقا لتاريخ اؤلئك الذين خدموا الامة والوطن ونحتوا مواقفهم الرائعة بحيث اعطت جهودهم لمعانا 
لاسمائهم.
نحن لا ندعي او نجزم بعدم قيام الدائرة المذكورة او ربما استبدل اسمها باسم اخر بعد العام 2003 ..لكننا نشعر ان حضورها اليوم لم يعد كافيا بعد التدخل الفظيع الذي حدث بين المطلوب والمطلوب اثباته بشكل يميز دقة العمل كما كان في سنوات خلت من دون ترك الاختيار عشوائيا او حسب الامزجة الشخصية او وفق قاعدة خالف تعرف.
فبقدر مايكون اختيار الاسم مهما في عالم التشويق والترويج وجذب المستهلكين يكون اختياره مناسبا للتقبل العام.