زيارة وخسارة

الرياضة 2022/04/27
...

علي حنون
 
استهلالا، نحن لا نُنشد من وراء الخوض في موضوعنا هذا، المساس بأي شخصية حكومية أو سياسية مهما تباينت درجة مسؤوليتها في السلّم القيادي، لأننا نُدرك عن يقين أن من يتصدى للمسؤولية في ظروف تحسب ،بأبعادها، على أنها استثنائية فإنه يقف عندنا في منزلة مُميزة وهي حال ستبقى هكذا بصدد نظرتنا وتفكيرنا لمن يجلسون على عرش السلطة الوظيفية والمهنية، لكن الذي نبتغي الخوض في غماره هو ضرورة ابتعاد الحكوميين والساسة عن ساحة العمل في المشاريع، التي تنتمي لفئة الصروح والمشاريع الحيوية، لأن الاقتراب منها والتواجد في أروقتها يُمكن أن يفرز حالة سلبية وتأتي بالنتيجة زيارة المسؤول ومن بيده أمر الرعية سلبية بسبب الفوضى، التي تعم المكان وتحوّل المشروع (الصرح) إلى موقع متأثر بإرهاصات الزيارات غير (الميمونة).
نعم نُساند المسؤول، وفي الموقع، الذي يتواجد فيه، إذا فرض حضوره من خلال تفانيه في العمل وإتيانه بسلوكيات مادية ومعنوية من أجل دعم مرافق العمل ولاسيما في المشاريع الستراتيجية، لأنه يعكس لدينا جميعا انطباعا ينم عن نظرة بعيدة المدى تعكس حرصه وإخلاصه، لكننا لا نتمنى أن يفقد المسؤول، الذي يتحلى بالروح الوطنية جزءاً من هيبة حضوره لحساب اتخاذه من موقع جماهيري، منبرا لإطلالة سياسية لطالما ترك النشاط أضرارا في المرفق العام، الذي نتمناه بعيدا عن هكذا خطوات.. ما جعلنا نطل من باحة الوقوف عند هذه الموضوعة هي الأضرار، التي تُخلفها عملية تواجد صاحب المنصب غير المعني بالأمر، في المشاريع الرياضية، التي رصدت لها الدولة وحكومتها مبالغ كبيرة من المال العام من اجل إنجازها في فترة زمنية محسوبة ومعلومة.
المسؤولية الاعتبارية، تُحتم علينا العمل مُتكاتفين من أجل حماية المرافق العامة والنأى بها عن استضافة المناسبات الخاصة للمسؤولين والجهات السياسية، لان أمر استغلال مرافق المنظومة الرياضية يجب أن يخضع لمعايير مُهمة تجعلها حصينة وغير مُتاحة لأي نشاط لا يخضع لبُعد وطني مهم أو يأخذ طابعا دوليا، وأن لا تُستغل المنشآت الرياضية في المناسبات غير، التي وجدت من أجلها، كما كانت الأمور تجري قبل بزوغ شمس الفجر السياسي الجديد عام 2003.. وإلى جانب ذلك، فإن تسابق السياسيين والمسؤولين بمختلف درجاتهم، على التواجد في أروقة بعض المرافق الرياضية بين الفينة والأخرى أدخل حالة من الإرباك في العمل وأسهم بصورة سلبية في إلحاق أضرار منظورة وأخرى غير منظورة تتعلق بإيقاف وتائر العمل في بعض الفقرات، التي يتواجد فيها المسؤول ومن بمعيته والحمايات الخاصة والعامة ومن معهم. نقر بأهمية الزيارات التفقدية للمشاريع وهي موضوعة كثيرا ما نُؤكد عليها ونقف في عديد المحطات مُطالبين بها، لكننا نرى أنه من المصلحة العامة أن تكون هناك لجنة خاصة تتصدى لهذه المهمة وأن يبتعد قدر الإمكان الحكوميون، الذين لا يعنيهم الأمر عنها، لأنه بـ(عبث) حماياتهم ومرافقيهم يُصيب الأذى والضرر أي مشروع، يتواجدون فيه، وعوضا عن أن تكون الزيارة إيجابية تحمل في طياتها الدوافع المعنوية لتحفيز العاملين لشحذ الهمم، فإنها تأتي سلبية بتفاصيلها وتُشكل مثلبة على من تواجد وحضر.