الجوية باي باي

الرياضة 2022/04/28
...

علي الباوي
خرجَ فريق القوة الجوية خالي الوفاض من مرحلة المجموعات لدوري أبطال آسيا بكرة القدم، بعد المستوى غير المرضي الذي قدمه في مباراتي مومباي يونايتد الهندي بالذات.
ولم يتمكن الحكيم شاكر من فك عقدة مرحلة المجموعات التي طالما رافقت أنديتنا خلال الاستحقاقات السابقة، لتضاف هذه النتيجة إلى خيباتنا المتواصلة إن كانت على مستوى الأندية أو المنتخبات.
يتضح لنا من كل الخيبات التي مرت بنا أن تحقيق الفوز في هذه المباراة أو تلك ماهو إلا ضربة حظ تأتي مرة واحدة ويصعب أن تتكرر حتى النهاية، فالحقيقة المرة أن كرتنا بكل توجهاتها سواء كانت أندية او منتخبات تعاني من ضعف شديد وتخلف على مستويات عدة، فنحن الآن نهزم من فرق لم تكن موجودة قبل سنوات في حسابات الكرة. فهل كانت الكرة الهندية أو الفيتنامية أو الكمبودية وغيرها من منتخبات شرق القارة ظاهرة في المشهد الكروي التنافسي؟.
إن هذه البلدان أو المنتخبات باتت حجر عثرة لأنديتنا ومنتخباتنا في أغلب البطولات.
لقد تطورت الكرة وباتت الصورة التي في أذهاننا عن القرن الماضي غير موجودة الآن فالكل يلعب بتقنيات متطورة وأساليب وأفكار جديدة فضلاً عن التحديثات نفسها التي جرت على الملاعب من تقنيات تصوير ودقة تحكيم “ الفار” الخ من هذه الأمور.
إننا نقبع في ذيل قائمة الخسارات وعلينا أن نبحث عن حلول جذرية تجعل كرتنا تتطور وتلحق بالزمن الرياضي الحديث.
مؤسف جداً أن تتهاوى سمعتنا الرياضية بهذا الشكل المريع وتستمر الاخفاقات إلى مالا نهاية مستنزفة الجهود والمال وتحقق أوسمة وكؤوساً في الكآبة والندم والخذلان.
لا اعتقد أن انقاذ الرياضة العراقية مهمة صعبة ولكنها تحتاج إلى إرادة موحدة وإيمان بالهدف ونزاهة نقية.
وليعلم الجميع أن للفوز مكاسب جمة والخسران فساد لامعنى له حتى الذين يريدون الاتجار بالرياضة يمكنهم نيل الكثير إذا ما تفوقت أنديتنا وفرقنا في المحافل الرياضية.
فلماذا لانشرع فوراً في بناء كرتنا على أسس علمية سليمة تأخذ بالحسبان تخريج أجيال جديدة من مدارس كروية جادة يلحقون بها بعد تفعيل دروس الرياضة في المدارس الابتدائية، لأنها البيئة الأولى للموهبة.
إن اعتماد التعليم كأساس للتطور الرياضي يدفعنا إلى التثقيف الكروي مبكراً وتحبيب اللعبة لصغار السن وبالتالي إنشاء صروح تعليمية قادرة على الجذب وإنشاء جيل مثقف كروياً يترعرع في مستوطنة نقية.
لايجوز المضي بالوضع الحالي والعمل على ترقيع الأخطاء، بل البحث عن مخرج حقيقي يعيد إلى كرتنا هيبتها وتجعلنا نحقق انجازات تلبي طموحات الجماهير العريضة.
فرياضة كرة القدم لم تعد هواية ولاحتى لعبة عادية فهي الرقم الأول في كل العالم، فان كنت لاتلعب فانت تشاهد.