عبد المهدي: أنجزنا برنامجنا الحكومي بحسب التوقيتات

الثانية والثالثة 2019/03/20
...

بغداد / محمد الأنصاري:
 
أكد رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي أن الحكومة تمكنت من إنجاز ما وعدت به من برنامجها الحكومي وفق التوقيتات الزمنية، مبيناً السعي الجاد والحثيث لتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل للمواطنين من خلال تطوير قطاع الموانئ وخصوصاً في شط العرب والفاو، وفي الشأن الأمني بين القائد العام للقوات المسلحة أن العراق يراقب عن كثب ما يجري في منطقة الباغوز السورية واتخذ الإجراءات الأمنية والعسكرية اللازمة لحفظ أمن البلاد من أي تسلل إرهابي، وأشار عبد المهدي إلى الدور المحوري الذي يلعبه العراق في الوقت الحالي والسعي للانفتاح واستثمار العلاقات المتوازنة مع جميع الدول لأجل مصالح شعبنا.
يأتي ذلك في وقت صوّت فيه مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها أمس الثلاثاء على ضوابط احتساب خدمة المتعاقدين مع القطاع الحكومي، كما قرر المجلس الموافقة على تعيين خريجي الاكاديمية البحرية المتعاقدين مع الشركة العامة لموانئ العراق في وزارة النقل. 
المؤتمر الصحفي
وقدم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في بداية مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس، التهاني والتبريكات للشعب العراقي وخصوصا شعبنا الكردي لمناسبة أعياد النوروز معلناً تعطيل الدوام الرسمي غداً الخميس بهذه المناسبة.
كما قدم رئيس الوزراء العزاء بوفاة رئيس هيئة النزاهة القاضي عزت توفيق الذي وافاه الأجل إثر حادث مروري مؤسف، مؤكداً أن "الفقيد قاد مرحلة مهمة في هيئة النزاهة"، واصفاً إياه بـ"الضليع في القانون والبارع في عمله"، مبيناً أن "التحقيقات الأولية تشير إلى حد الآن أن وفاته كانت نتيجة حادث مروري، ولكن هناك تحقيق مستمر لمعرفة إن كان هناك أي سبب آخر أدى للوفاة مثلما هو جارٍ في مثل هذه الحالات".
وتحدث عبد المهدي عن الجلسة التي عقدها المجلس الأعلى لمكافحة الفساد خلال الأسبوع الجاري، مشيراً إلى "مناقشة ثلاثة ملفات رئيسة لمعرفة هياكلها ومنظوماتها واتخاذ الإجراءات المؤسساتية بصددها من دون أن يكون التحرك بصورة عشوائية بخطط غير مدروسة، فيكون كمن يبحث عن إبرة في غابة"، مبيناً أن "هناك طرقاً متبعة لكشف مواطن الفساد وضربها".
 
علاقات خارجية
وأضاف، "لقد استقبلنا وزير التجارة والاستثمار السعودي، وكذلك وفد قطري برئاسة وزير التجارة"، متحدثاً عن أهمية هذه الزيارات "التي تعبّر عن مجسّات مهمة، فعندما يزورنا رؤساء دول ورؤساء حكومات ووفود وزارية من جميع الدول، فهذا يؤكد إن هناك قراءة للعراق، وهي قراءة متفائلة تريد أن تعمل في حاضر العراق ومستقبله"، ونبّه عبد المهدي الى أن "ذلك هو خلاف التوقعات المتشائمة والتصورات التسقيطية غير المتلائمة مع الحقيقة العراقية، فإذا كان الخارج يقرأنا بهذه الصورة المتفائلة، فكيف نقرأ أنفسنا بخلاف ذلك، رغم اعترافنا بوجود صعوبات وعقبات إلا أن الحلول موجودة وترافقها بنفس الوقت".
وأكد عبد المهدي، أن ملفات انفتاح العراق على الدول المجاورة والإقليمية وانفتاح تلك الدول على العراق "يكمّل بعضها بعضاً بصورة مترابطة وواضحة، والعراق اليوم يتحول إلى محور تربطه علاقات إيجابية مع محيطه الإقليمي والدولي، وذلك ما ينسجم مع تنوع العراق الداخلي وإقامة جسور مع خارجه بما يؤدي إلى تصالح في داخله، لأن كل هذا الجوار له امتدادات وتأثيرات في الداخل، وكل التنوع في الداخل له أيضاً امتدادات وتأثيرات في الخارج"، مشدداً على أنه "لا ينبغي العودة بعقارب الساعة إلى الوراء بإدخال العراق في دوامة المحاور عبر الانخراط في محور ضد آخر، وبالتالي يتحول العراق إلى أرض صراع، بينما نحن نريد أن تكون بغداد دار السلام كما كانت تاريخياً، ونريد أن يكون العراق مفترق طرق يلتقي عنده الفرقاء وتبتعد خلافاتهم عن أرضه، ونحن سائرون في هذا المنهج، وهناك خطوات تتحقق في هذا المجال"، لافتاً نظر الإعلام والرأي العام إلى أهمية هذه الزيارات المتبادلة وما تجلبه من مكاسب مهمة للبلاد.
وأشار رئيس الوزراء إلى الاتصالين الهاتفيين اللذين تلقاهما من وزير الخارجية البريطانية ونائب الرئيس الأميركي مايك بينس، مؤكداً أن هذه الاتصالات دليل على توازن العلاقة العراقية مع الجميع، وبين "أننا نهتم فقط لكيفية استغلال هذه العلاقات من أجل مصالح شعبنا، وكيف يمكن أن يلعب العراق دوراً إيجابياً في مختلف المجالات، ولقد أكد لنا الطرفان الأميركي والبريطاني دعم العراق والاستعداد للتعاون على كافة الصعد".
وتطرق عبد المهدي إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في محافظتي البصرة ونينوى باعتبارهما من الملفات المهمة التي تسعى الحكومة لإيجاد خطوات خدمية فيهما، مشيراً إلى أن "ما يجري من منجز في هاتين المحافظتين أكثر مما يعلن، حيث أننا نريد أن نقوم بخطوات فعلية جدية يلمسها المواطن، ولا ندعي أننا تمكنا من رفع كل العقبات وحل كل المشاكل ، لكن مواطنينا في البصرة ونينوى سيلمسون تقدماً حقيقياً في قطاعات ومسارات عديدة تطمئن أن الإجراءات صحيحة وتسير في الاتجاه الصحيح".
 
الملف الأمني
وبشأن الملف الأمني، أكد عبد المهدي أن "جلسة مجلس الأمن الوطني التي عقدت (أمس الثلاثاء) جرى فيها تقييم الوضع على الحدود العراقية السورية، حيث تم التأكيد لنا أكثر من مرة من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية أن الوضع سيحسم بصورة سريعة في المعركة ضد داعش، إلا ان القتال على أشده مازال مستمراً حتى اللحظة"، مبيناً أن "أسلوب المعارك الذي يجري في الباغوز السورية يختلف عن ما كان يجري في الموصل، حيث أن التقدم هناك بطيء، والعراق يراقب التطورات هناك عن كثب ويحاول تقديم أي مساعدة ممكنة عبر السيطرة على حدوده ومنع تسلل أي إرهابي"، وأشار إلى اجتماع ممثلي الدول الأربع (العراق، سوريا، إيران، روسيا) في دمشق، حيث أوضح رئيس أركان الجيش لممثلي تلك الدول رؤية العراق بأن لا تتحول هزيمة داعش في الباغوز الى سبب لعودته وانتشاره مرة أخرى في بلادنا.
 
شط العرب
ثم قدم عبد المهدي موجزاً لأهم ما تم التطرق إليه في جلسة مجلس الوزراء، وأشار إلى مناقشة حالة الإرباك في ملعب الشعب التي رافقت كلاسيكو العراق المؤجل، مؤكداً إجراء ترتيبات من قبل الجهات المختصة لعدم تكرار مثل هذه الحالة، وذكر رئيس الوزراء مجموعة القرارات الصادرة عن الجلسة، وأضاف، إنه "جرى خلال الجلسة تقديم عرض مفصل للاتفاقات ومذكرات التفاهم مع الجانب الإيراني، وعلى رأسها إعادة الحياة والروح لشط العرب الذي هو معطل من الناحية الفعلية في الوقت الحالي، لا سيما أن شط العرب هو أحد القنوات والمنافذ الستراتيجية المهمة للعراق، وإن العمل على أعادة العمل فيه واستثماره بشكل جيد يمكن أن يحقق للعراق موارد مهمة ويوفر فرص عمل لعشرات الآلاف من مواطنينا، ومن خلال العمل في شط العرب وفي ميناء الفاو الذي يشهد إجراءات جادة للمضي قدماً بإنجازه وكذلك من خلال تطوير المنصات والعمل في ميناء أم قصر، يمكن للعراق أن يعود كبلد ترانزيت ويستطيع من خلال موانئه المهمة منافسة الموانئ المهمة في المنطقة من النواحي التجارية والاقتصادية الكبيرة".
 
أسئلة الإعلام
وأجاب رئيس الوزراء عن الأسئلة التي وجهها مندوبو وسائل الإعلام المختلفة التي حضرت المؤتمر، ففي إجابة عن الدور الذي يمكن أن يلعبه العراق في المنطقة والعالم، أكد عبد المهدي أن العراق بدأ يتحول إلى لعب الدور المحوري في المنطقة والإقليم، وأن هناك إدراكاً متنامياً في هذا الاتجاه داخل وخارج العراق، موضحاً أن "العلاقات الإيجابية والمتوازنة مع الجميع هي أغلى وأكثر إيراداً من النفط إذا أحسنا استثمارها".
وعن الأحداث الأخيرة في قضاء سنجار، أوضح عبد المهدي، أن "بعض الأمور المؤسفة حصلت في سنجار مع فصائل قريبة من (حزب العمال الكردستاني)، ولقد تم احتواء الأوضاع بسرعة، ونحن لا نريد أن نكون في موضع صراع، ولا نريد أن نضع أنفسنا في موضع عداء مع أحد إلا مع الإرهاب والفساد والفقر والاحتلال والتبعية"، وأكد عبد المهدي، أنه "ورغم وجود بعض السلبيات، إلا أن العراق اليوم يبرأ من الأمراض التي أصابته، ومنها السلاح خارج نطاق الدولة والخلافات العشائرية".
وبشأن مدى التزم الحكومة ببرنامجها الحكومي المعلن، أكد عبد المهدي "إنجاز ما تم الإعلان عنه في البرنامج الحكومي وفق التوقيتات بما يخص الفقرات السريعة الإنجاز أي التي تقع ما بين 3-6 أشهر"، واستدرك، أنه "أبلغ السادة الوزراء بأهمية حسم بعض المطالب في البرنامج الحكومي ومنها قضية المناصب بالوكالة التي يجب حسمها قبل شهر حزيران المقبل"، وبالنسبة للتشكيلة الوزارية، أوضح عبد المهدي، أن "هذه الفقرة لم تكن ضمن البرنامج الحكومي، وتأخير استكمالها يتعلق بالقوى السياسية، إلا أننا قادرون اليوم على استكمال التشكيلة الوزارية بفضل التوافق السياسي".  
 
جلسة مجلس الوزراء
وعقد مجلس الوزراء جلسته الاعتيادية أمس الثلاثاء برئاسة رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته "الصباح"، بأنه في بداية الجلسة وجه رئيس مجلس الوزراء بعقد اجتماع تشاوري بحضور وزارة الشباب واتحاد الكرة والمتعهدين ورابطة المشجعين ووزارات الداخلية والصحة والاتصالات، للتنسيق فيما بينها والعمل على تلافي وقوع حوادث في المباريات والمناسبات الرياضية التي تشهد تجمعات وحضور جمهور كبير كما حصل في ملعب الشعب مؤخراً.
وصوت مجلس الوزراء على ضوابط تسجيل واحتساب خدمة المتعاقدين في القطاع الحكومي، كما وافق على تعيين خريجي الاكاديمية البحرية المتعاقدين مع الشركة العامة لموانئ العراق في وزارة النقل، ووافق مجلس الوزراء على تأهيل محطات تحلية المياه في (الفاو، سيحان، سفوان وأم قصر) واستثناء مشروع ماء البصرة الكبير من شروط العقود.
وقرر المجلس تخويل وزارة التربية صلاحيات شراء متطلبات الامتحانات العامة النهائية، كما قرر المجلس تعديل قرار مجلس الوزراء رقم (202) لسنة 2018 بشأن تمديد المدة بخصوص المركبات المسلّمة.
وصوّت المجلس على مذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء وشركة سيمنس الالمانية وشركة بجسكو المصرية، ووافق مجلس الوزراء على إعارة خدمات مرشحين من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للعمل في المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم.
 
بيان النقل
وفور انتهاء جلسة مجلس الوزراء، أعلن وزير النقل عبد الله لعيبي، موافقة مجلس الوزراء، على تعيين خريجي اكاديمية الخليج للدراسات البحرية، وقال في بيان تلقته "الصباح"، إن "مجلس الوزراء وافق على تعيين خريجي اكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية والمتعاقدين مع الشركة العامة للموانئ العراقية"، وأضاف إن "التعيين استثناء من تعليمات تنفيذ الموازنة العامة الاتحادية لسنة 2019".
وأضاف لعيبي، "لقد حصلت موافقة مجلس الوزراء في جلسته رقم 20 المنعقدة يوم الثلاثاء 19 آذار 2019، على مضمون مقترحات وزارة النقل بخصوص تكييف وضع العقود التشغيلية والاجور اليومية"، مشيراً إلى أن "التركة الثقيلة التي ورثناها بسبب عدم التعامل الجدي مع موظفي العقود التشغيلية والاجور اليومية انتهت وأصبحت من الماضي"، مضيفا أنه "من اللحظة الأولى لتسنمنا مسؤولية الإدارة العليا في الوزارة عقدنا العزم وبإصرار على إنهاء معاناة أبنائنا الذين ظلموا بسبب قرارات سابقة".
وأوضح وزير النقل، أنه "استناداً الى أحكام المادة (11/رابعاً) من قانون الموازنة الاتحادية رقم (1) لسنة 2019، فإنه سيتم منح أجور مقطوعة للمتعاقدين في الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية وحسب التحصيل الدراسي، مع مساواتهم بأقرانهم الموظفين من حيث المستحقات القانونية كافة".
 
مجلس الأمن الوطني
إلى ذلك، عقد مجلس الأمن الوطني اجتماعه الدوري أمس، برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي، لبحث القضايا المعدّة لجدول الأعمال، حيث أجرى تقييماً للوضع الأمني على الحدود العراقية السورية، وقضاء سنجار، وآخر التطورات المتعلقة بإنهاء وجود "داعش" بمنطقة الباغوز في سوريا  .
وناقش مجلس الأمن الوطني، الموازنة المالية لوزارتي الدفاع والداخلية، كما اطلع المجلس على تقرير قدمه السيد رئيس أركان الجيش الفريق الركن عثمان الغانمي عن مشاركة العراق في اجتماع المركز الرباعي الأمني الذي عقد في سوريا مؤخراً.
 
اتصال بينس
من جانب آخر، جرى بين رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ونائب الرئيس الأميركي مايك بينس اتصال هاتفي، وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته "الصباح"، بأنه تم خلال الاتصال، التأكيد على دعم علاقات الشراكة وتعزيزها لخدمة مصالح الشعبين، والاستمرار بمساندة جهود الحكومة العراقية للقضاء على بقايا "داعش" الإرهابي، الى جانب المساعدة بإعمار العراق والاستقرار في المناطق المحررة.
وأشاد نائب الرئيس الاميركي بدعم رئيس مجلس الوزراء لحقوق الاقليات الدينية ومتابعة شؤون الايزيديين والسعي لإعمار المناطق المحررة من أجل اعادة جميع المهجرين الى ديارهم. 
 
وفد الكونغرس
واستقبل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بمكتبه الرسمي أمس، وفد الكونغرس الأميركي برئاسة النائب عن الحزب الديمقراطي في ولاية كاليفورنيا جون كارامندي، الذي عبّر عن دعم الولايات المتحدة لجهود الحكومة العراقية والحرص على استمرار التعاون ضد الإرهاب وفي مجالي الإعمار والجوانب الانسانية، مشيداً بالسياسة التي تنتهجها الحكومة بالانفتاح على محيطها العربي والاقليمي وتبادل الزيارات التي تعزز مكانة العراق واستقراره وازدهاره. بدوره، أكد رئيس الوزراء أهمية العلاقات بين البلدين، وضرورة الاستمرار بمساعدة العراق لمواجهة بقايا "داعش" وتدريب القوات العراقية، مشيرا الى أهمية الحراك الذي يشهده العراق واستقبال العديد من الرؤساء والمسؤولين في بغداد ضمن نهج الحكومة بأن يكون العراق نقطة التقاء وسلام وتبادل المصالح وبناء شبكة علاقات اقتصادية تعزز أمن واستقرار المنطقة.