بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

لم يَعد يفصل لبنان عن الاستحقاق الانتخابي الكبير سوى أسبوع واحد فقط وسط هواجس من أن تنعكس مقاطعة سعد الحريري ودعوته لتياره بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات سلباً على نسبة مشاركة الساحة السنية، وبرغم من تأكيد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أن "نسبة الاقتراع بلغت 59 ٪  في المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين" إلاّ أن المراقبين يشيرون إلى أن ذلك لا يمكن أن يكون مؤشراً على مزاج الناخب داخل لبنان، في وقت تفيد فيه معلومات بأن السعودية بعثت برسائل إلى الحريري تحثه على الخروج ببيان يطلب فيه من جمهوره ضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات. 

ويبدو أن زعيم المستقبل سعد الحريري غير متحمس حتى الآن للتجاوب مع المسعى السعودي وهو مازال متمسكاً بدعوته لتياره وأنصاره بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات، مما حدا بالصحافة السعودية إلى أن تشن هجوماً عنيفاً عليه في مؤشر على حجم القطيعة التي باتت تفصل الرياض عن الحريري، بينما استطاعت السعودية أن تحمل  مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على مطالبة الجمهور (السني) بضرورة الإقبال على صناديق الاقتراع حيث استثمر دريان خطبة العيد لإطلاق تحذيره  من خطورة الامتناع عن الاقتراع في الانتخابات، وكذلك من انتخاب الفاسدين السيئين، داعياً إلى المشاركة الفعلية الكثيفة "لئلا يتم استغلال هذا الفراغ من قبل قوى أخرى"، في السياق شنت صحيفة "عكاظ" السعودية هجوماً لاذعاً على الحريري، مشيرة إلى أنه قد "التحى كما الإيرانيين، ولم يبقَ إلا أن يخلع الكرافتة" لافتة إلى  أن "تلك رمزيات في السياسة، إلا أنها تعطي انطباعاً عن توجه غريب بدأت تظهر آثاره في تصرفات سعد" ، وتساءلت "ماذا حدث لسعد خلال الأعوام الماضية جعله يرتمي في أحضان الخصوم؟" ورأت أن "الحريري اليوم يعمل على تشتيت الأصوات السنيّة، والامتناع عن التصويت في الانتخابات القادمة"، مشيرة إلى أن "سعد اليوم يبدو غير سعد العام 2005، متحالفاً مع التيار العوني ونبيه بري وأخيراً وليس آخراً سياسياً صغيراً في تيار معاد"، وأضافت: "سعد الحريري في أدائه السياسي يعامل خصومه بأفضل مما يعامل حلفاءه، كما أنه حين ينتصر يتصرف كمهزوم، وإذا هزم يتصرف كمذبوح، وهو فاشل وضعيف جداً في المفاوضات السياسية، والدليل أنه أوصل عون لرئاسة الجمهورية من دون أن يحقق أي شيء لصالح قضيته الشخصية أو لصالح الدولة اللبنانية"، إلى ذلك أوضح وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، أن “نسبة الاقتراع في انتخابات المغتربين في مرحلتها الأولى بلغت 59 % تعود لـ18225  مقترعاً في 9 دول عربية وإيران  مشيراً إلى أن هذه الأرقام أولية.

وقال في مؤتمر صحفي، عقب إقفال صناديق الاقتراع: إن “كل المخالفات تم حلها ولم تؤد أي مخالفة لوقف سير العملية الانتخابية وكان هناك اتصال مباشر بين الدول والوزارة للبت على وجه السرعة بالأمور". وتابع " لدينا نتائج تقريبية ونسبة الاقتراع في كل الدول نحو 59 % والنسبة الأكبر في سوريا نحو 84 % وثم طهران 74 % ثم قطر 66 % تليها الكويت والأردن 60 % والبحرين 66 % والسعودية 49 % وعمان 66 % وبغداد 48 % ومن ثم مصر" 

في غضون ذلك أشار وزير الشّؤون الاجتماعيّة هكتور حجار، الذي سيشارك في مؤتمر "دعم سوريا والمنطقة" الّذي سيعقد في بروكسل الأسبوع المقبل، الى أنّ "الوفد اللّبناني سينقل واقع لبنان الحالي ومعاناته، بعد 12 عاما على بدء أزمة النزوح السوري، وسيعرض لتأثيراتها عليه اقتصاديّا وبيئيّا واجتماعيّا وأمنيّا بالأرقام"، ولفت، في تصريح صحفي أمس السبت إلى أنّ "عرض الواقع الحالي سيليه عرض للحلول الّتي يجدها لبنان مواتية له كما للنّازحين، وهي تقوم على ضمان العودة الآمنة لهم"، مشيرًا إلى أنّ "لبنان سيطالب خلال المؤتمر بمبلغ كان قد طالب به من قبل، في إطار خطّة الاستجابة للأزمة، ويتراوح ما بين 3 و3,5 مليارات دولار".