تحذيرات النزع الأخير

الرياضة 2022/05/10
...

خالد جاسم
ما الذي يحدث في وسطنا الكروي.. ما هذه الفوضى المزرية مع اقتراب دوري المسافات الطويلة ومسابقة البؤس من خطّ النهاية، لست متشائماً لكن علينا التحذير من القريب القادم حيث التوقعات بتهديدات واتهامات وشتائم وبيانات تحمل لهجة الوعيد والويل والثبور ودق طبول الاحتراب وكأننا على شفا حرب حقيقية، وكلّ ذلك يجري مع استمرار الجدل واتساع ساحة الرفض لفكرة جهنمية جديدة تكاد تكون قيد التبني الكامل والتحقيق الفعلي من قبل اتحاد الكرة باستبدال نظام الدوري الحالي بكلّ بؤسه وشقائه وعذاباته بدوري المحترفين، وهي فكرة أطلقت لتكون أشبه ببالون اختبار على أمل الانتظار للموسم القادم من أجل تطبيق نظام دوري الاحتراف . طيب، أين قضية التراخيص الآسيوية؟ وإلى أين بلغت درجات استحقاق أنديتنا الجديرة بالاعتراف الرسمي ويسمح لها باللعب في الدوري الاحترافي المقبل بموجب تلك التراخيص غير القابلة للتأجيل أو التمديد أو الاستبدال كما هو معلن من قبل الاتحاد الآسيوي للعبة؟ إذا كانت نسبة أكثر من نصف نصاب الأندية الحالية في مسابقة الدوري ليست مستوفية شروط التراخيص، فكيف نريد العمل بدوري المحترفين وبنصاب احترافي متكامل مع أنَّ من بين شروط التراخيص هو عدم اعتراف الاتحاد القاري بدورينا في حال عدم تحقيق جميع تلك الشروط؟ وعلى من نضحك- على سبيل المثال- عندما أعلنت العديد من الأندية أنها اعتمدت على ملاعب محايدة وتقع خارج أسوار حدود ملكيتها المادية والإدارية لتكون ملاعبها الأم بموجب هذه الشروط ؟ وأين الهيئة العامة لاتحاد الكرة من قضية استبدال شكل وأسلوب مسابقة الدوري، وهل من المنطقي أو المعقول حتى أن يلغى دور هذه الهيئة في تقرير مصير أهم نشاط وأكبر مسابقة في الموسم حتى مع الاعتراف هنا بعبثية الرهان على تلك الهيئة في أي إصلاح حقيقي؟ ما بني على خطأ فهو خطأ، وكثيراً ما حذرنا ونبهنا الإخوة في اتحاد الكرة من خطورة تداعيات وآثار ونتائج العمل بنظام مسابقة الدوري للموسم الحالي الذي حصدنا وما نزال وسنبقى نحصد سيئات وسلبيات منه أضعافاً مضاعفة من بضع إيجابيات حتى لم نحسن استثمارها بشكل صحيح كما هو عجزنا عن معالجة السلبيات وتلافي نقاط الخلل ومواطن الضعف المتجددة في الجسد المتهالك لهذه المسابقة .  وعندما نشير إلى الحالة المزرية التي يعيشها دوري الكرة وما نشاهده ونتابعه ويبلغ أسماعنا وما نقرأ من صور ومشاهد تحضر بشكل تصريحات واتهامات وقد تعقبها تهديدات وبيانات مشتعلة بين الأطراف المتصارعة على المراكز المتقدمة أو الهروب من شبح الهبوط  فهي جزء من محصلة واقعية ومتوقعة نتاج العمل بهذا الأسلوب العقيم للمسابقة التي أوصلت الجميع إلى هذا المستوى من البؤس في التعاطي مع مفردات هذه المسابقة التي كنا نتمنى على الإخوة في الاتحاد وهي تدخل النزع الأخير وضع تدابير عملية مفيدة ترتكز على التجرد الكامل عن أي نوازع ذاتية والتعامل بمنظور عادل ومتساو مع كل الأطراف وتجنب أي إجراءات يساء فهمها من أي طرف على أنها استهداف له، لأنني على ثقة تامة أنَّ اتحاد الكرة يقف بالفعل على مسافة واحدة من كل الفرق وليس معنياً إلى من يذهب هذا اللقب أو من يكتب له البقاء أو المغادرة في المقصورة الممتازة، وهي حقيقة تتطلب التأكيد الميداني عبر حزمة بسيطة من التدابير التي توصل ما تبقى من مشوار هذا الدوري المرهق إلى محطة الختام بسلامة ..وسلام .