لست فاشلاً

اسرة ومجتمع 2022/05/14
...

سرور العلي

تراود البعض مشاعر الفشل، وتدنٍ في مستوى احترام وتقدير الذات وضعف الثقة بالنفس، ما يدفعهم لعدم تجربة أشياء جديدة وتكوين صورة سلبية عن أنفسهم، لاسيما عند عدم وجود هدف يكافحون من أجله، أو عدم تحقيقهم ما يطمحون إليه.
وتؤثر تلك الأفكار السلبية التي يكونها هؤلاء في صحتهم العقلية وعلاقتهم بالآخرين، وفي مستوى إنتاجيتهم في العمل، وبعضهم يتجاوز الأمر ويسير في حياته، لكن هناك من يبقى عالقاً وحبيساً لتلك الأفكار، التي تنبع من مقارنة الشخص نفسه بشخص آخر سواء كان زميلاً له في الوظيفة، أو بآخرين يظهرون في التلفاز أو في مواقع التواصل الاجتماعي، فيحصي ما يتميز به ويقارنه بما لديه.
كذلك التفكير في الماضي وما فشلنا به من قبل، وتعرضنا للإحباط كحصولنا على درجات متدنية في المدرسة أو فشل المشروع الذي قمنا به، والشعور بالفشل حين نقرر أن نمارس هواية ما أو تجربة شيء جديد، كما أن التحدث مع النفس بعبارات سلبية له تأثير قوي في حياتنا ويصيبنا بالاكتئاب والقلق، وعلى العكس من ذلك فإن الأفراد الذين يفكرون بإيجابية وتفاؤل تتحسن صحتهم النفسية والجسدية، بالإضافة إلى أن لعلاقاتنا مع الآخرين دوراً في ذلك، إذ إن بعض الأشخاص يدعموننا ويشجعوننا على المضي بتحقيق أهدافنا وطموحاتنا من دون تردد وكسل، وهناك من يحبطنا ويشعرنا بأننا عديمو الفائدة والقيمة، ما يؤثر في طريقة تفكيرنا.
كما أن للتنشئة الاجتماعية وصدمات الطفولة السيئة تأثيراً كبيراً في تشكيل شخصية الفرد ونمط تفكيره، لذا علينا أن نتعرف على ما نملكه من مواهب وطاقات إبداعية كامنة بداخلنا، وإخراجها للنور وممارسة ما نتقنه من دون تردد، كالطهي والخياطة والحياكة والرياضة، ومعرفة ما نتميز به وعدم مقارنة أنفسنا بالآخرين، وضرورة بناء علاقات إيجابية مع أشخاص ناجحين ومتفائلين في الحياة وقضاء وقت ممتع معهم، وعدم انتقاد أنفسنا والقسوة عليها وتقديرها، ومن المهم أن نحدد هدفاً في حياتنا لتحقيقه، ما يساعدنا على تقدير ذواتنا، ومسامحة ما نرتكبه من أخطاء وجعلها تجارب في طريق نجاحنا.