لاشح في المياه

اقتصادية 2019/03/23
...

ياسر المتولي
 

يفهم من تصريحات المعنيين في وزارة الموار المائية المتكررة بشأن ملء الخزانات والسدود والبحيرات، نتيجة الامطار والسيول، بأن لاشح في المياه بعد اليوم!
واغرب تصريح صدرعن الوزارة والذي قرأته على صدر الصفحة الاولى لجريدة الصباح الثلاثاء المنصرم مفاده ( ان ملء سد اليسو التركي) سوف لن يؤثر في العراق
حسنا” هل يفهم من التصريحات أن الصراعات على الحصص المائية بين الدول المتشاطئة قد انحسمت بالكامل ولن تعود هذه المشكلة على صدارة الصحف والعناوين الرئيسة
 للفضائيات؟
فترة ليست بالطويلة كانت التصريحات تشير الى ان اسباب الشح بسبب قطعها من دول الجوار .
رغم معرفتي القديمة المتجددة بخبرات وكفاءة ونزاهة وعلمية صديقي الذي عاصرت نشاطه لسنوات طوال وكثيرة وهو المهندس عون ذياب الذي تمثل ذاكرته كومبيوتر يخزن فيها كل قطرة ماء في انهر العراق وكل معلومات الخارطة الاروائية فيه وتاريخ الموارد المائية والمتغيرات التي طرأت وتطرأ عليها.
 لكني استغربت كثيرا من تصريحه الاخير حيث قلل من قرار تركيا الجارة بملء (سد اليسو) لايؤثر في العراق  لكنه في حقيقة الامر سيحرم العراق من حصصه المقررة قانونا وشرعا” مستقبلا ،كيف؟
ذلك لانه سيسوغ للمفاوض التركي مستقبلا بالتذرع بموقف العراق هذا بشان السد على طريقة” من فمك ادينك”.
مع امنياتنا ان يصار الى وضع برنامج طموح لاستثمار حصصنا المائية وخصوصا قد فاقت الحاجة الفعلية هذا الموسم وبما يؤمن مستقبلا زاهرا وطموحا  للزراعة العراقية، كما جاء في البرنامج 
الحكومي .
وبهدف تلافي الشح مستقبلا فان هناك متطلبات لابد من توفرها ابرزها اعادة كري الانهروتنظيمها، اضافة الى احياء مؤسسة المبازل والعودة الى استثمار النهر الثالث، بهدف استثمار الاراضي الزراعية الشاسعة التي واحد من اسباب هجرها من قبل الفلاحين والمزارعين هو شح المياه.
واجد من مسؤوليتي المهنية وكمراقب للشأن الاقتصادي ضرورة التنبيه الى تقليل التصريحات بشان الخزين المائي كونها تسوغ لدول الجوار محاججتنا مستقبلا، وتحويل هذه التصريحات باتجاه خلق ثقافة ترشيد استخدام المياه وانشاء بحيرات وسدود جديدة تقينا مخاطر السيول والفيضانات والاهم خزن المياه الى مدد زمنية 
مناسبة.
مجرد لفت انتباه المعنيين الى خطورة مثل هذه التصريحات مع التحية.