بين ليلة وضحاها

الرياضة 2022/05/29
...

كاظم الطائي
أنهى منتخبنا الأولمبي بكرة القدم بروفته الأخيرة ليجهز حقائبه للرحيل إلى طشقند الأوزبكية لخوض النهائيات الآسيوية أمام منافسيه في المجموعة أستراليا والكويت والأردن وعينه على مركز متقدم قاريا يحاكي به ما فعله في مشاركات سابقة نال فيها اللقب في سلطنة عمان قبل أعوام لدون 22 عاما بقيادة الكابتن حكيم شاكر . أغلب المتابعين لمنتخبنا الأولمبي في لقاءاته الودية قبل المشاركة في البطولة الاسيوية ولاسيما بعد المباراة الودية الأولى أمام نظيره الايراني وانتهت للضيوف بهدف دون رد توقعوا صعوبة كبيرة لفريقنا في المنافسات المقبلة وهم يشاهدون اداء لا يسر وإصرارا على فقدان الكرة بسهولة في الالتحامات المشتركة وغياب للكثير من التفاصيل الفنية وخطة اللعب العقيمة وتواضع المستويات الفردية والجماعية للاعبينا فضلا عن سلبيات عديدة لم تقدم منتخبنا بالصورة التي نتمناها .
الأقلام الرياضية المحلية والعربية والجمهور هالهم أمر المنتخب الاولمبي في اللقاء الاول التجريبي واكتظت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المحبطة وتحدثت الأغلبية عن ضبابية تحيط برحلة ممثل كرتنا في النهائيات القارية التي تفتتح مطلع الشهر المقبل وما ينتظره من مصاعب .
المباراة الثانية تغير الحال لعبا ونتيجة وظهر الأولمبي بصورة مقنعة وهز شباك الضيوف 3 مرات هدف منها جاء في الثواني الأولى من المباراة بتسديدة جميلة من خارج الجزاء عن طريق اللاعب حسين عمار وأجاد الملاك الفني بقيادة التشيكي سوكوب تنويع اللعب والزج بتشكيلة متجانسة لم تهدأ زادها حماسا الهدف المبكر والرغبة بتغيير الصورة السابقة وتحرك اللاعبون في أرجاء الملعب وتعاملوا مع تمريرات بينية أرضية واستغلال المساحات والضغط على المنافس وغلق المناطق الدفاعية والحرص على عدم الأخطاء في مناطق خطرة.
وضاعف لاعبونا من عزيمتهم وكأنهم يخوضون مباراة نهائية بلعب رجولي وحماس منقطع النظير وإصرار على طرق الشباك بالرغم من معادلة النتيجة من قبل الضيوف لينبري الكسندر أوراها وحسن قوقية لزيادة غلة الاهداف الى ثلاثة كانت كافية لانهاء المباراة بفوز معنوي أعاد الثقة مجددا بقدرات فريقنا على مجاراة منتخبات المجموعة والذهاب الى أدوار متقدمة في هذه البطولة بعدما كانت الآراء في غير صالحه قبل أيام .
سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال ولعلها عصا سحرية استنفرت طاقتها الايجابية لشحذ الهمم والاتفاق على رد عملي يبلغ المتشائمين بما اتفقوا عليه من آراء محبطة طوال الايام المنصرمة عن واقع الفريق في المرحلة الراهنة سرعان ما غير بوصلتها لاعبو الأولمبي بلمسات تدريبية ناجعة رفعت من درجة الاطمئنان وفتحت الابواب أمام أوراق نتوق لولادتها في ملاعبنا تعيد صولات الأمس .
أوراها وقوقية ورائد ورمضان ومنتظر ودوسكي وصديق والحموي ومكنزي وماجد وعبد الرضا ووعد ونعيم وهيران وعمار وعطوان والباقر والحارس حسن احمد وغيرهم تشكيلة ترنو لتقديم أوراقها في المشاركات الدولية بقميص الاولمبي ومن ثم الوطني لتعوض العديد من نجوم المرحلة الحالية وهم يقفون عند محطات التوديع والاعتزال أليس كذلك ؟