فريق فاتح للشهيّة !

الرياضة 2022/05/30
...

علي رياح
فتح الفوز الودي الأخير لمنتخبنا الأولمبي على نظيره الإيراني، والمقرون بالأداء الإيجابي المميز، صفحة من التفاؤل في إمكانية الذهاب إلى نهائيات آسيا في أوزباكستان على أمل تحقيق نتائج مهمة أو حتى كبرى وليس لمجرد المشاركة خلافا لما كان عليه حال معظم فرقنا في البطولات الآسيوية الأخيرة على صعيد الأندية والمنتخبات!
خسر الأولمبي وديته الأولى أمام جمهورنا بعد أداء غير مقنع بالمرّة، فتحركت ماكينة النقد بلا هوادة، وصار لدينا عشرات الآلاف من النقاد الذين يملكون القدرة على إطلاق الأحكام بالموت أو على الأقل تكسير المجاذيف، لكنه حين عاد وفاز بالثلاثة، أسرع قطاع كبير من هؤلاء إلى الضفة الأخرى المناقضة وكتبوا مديحا بلغ مستويات التغني والتغزل بالمنتخب على نحو عجيب!
الخسارة حتى وإن جاءت ودية مؤلمة، لا خلاف حول هذا.. بينما الرأي عندي أن الفوز لا يقدم شيئا حين يكون على الصعيد المماثل أي الودي، فالمهم أن تتحقق الأهداف المرجوة من أية مباراة تجريبية وهي النظر إلى الفريق من زاوية المواجهة الميدانية مع طرف آخر خصوصا إذا كان هذا الطرف يستعد للمشاركة الرسمية نفسها!
هنا تأتي أهمية الأداء وفقا لما يتطلع إليه الطاقم التدريبي الذي لديه معرفة بلاعبيه وجهوزيتهم ما يفوق انطباعاتنا الشخصية التي غالبا ما تتحيز للاعب محدد  وتستبعد آخر طبقا للعاطفة.. وعندي اليقين بأنه لم يعد لدينا أي مجال لمثل هذه الانطباعات بينما المباراة الأولى أمام الأردن تطرق أبوابنا، وليس بيننا وبينها سوى يومين يقتضيان تأكيد الجدارة الودية أمام إيران بفوز رسمي أول سيفتح بابا أمام المنتخب كي يواصل المشوار في مجموعته أمام استراليا ثم أمام الكويت..
في الاتجاه الموازي لكل حساباتنا وطموحاتنا في مشاركة مُرضية، لابد من شحن الذاكرة العراقية بحقيقة أن العراق كان أول من أحرز هذه البطولة بنسختها الأولى في عُمان مطلع عام 2014.. البطولة في حينه كانت وليدا جديدا لم نكن قد سمعنا عنه الكثير، وربما كان هذا هو السبب الذي دفع بعض المنتخبات الآسيوية إلى عدم إبداء الاهتمام الكافي بالبطولة، وهكذا جاء اللقب العراقي بعد سلسلة من الانتصارات ختمها بفوز على نظيره السعودي..
بعدها تعثرت خطانا في البطولة، ففي النسخة الثانية عام 2016 تراجع مردودنا إلى الموقع الثالث، وبعد سنتين واصلنا التراجع في النسخة الثالثة حين غادرنا الدور ربع النهائي بعد الخسارة أمام فيتنام.. وفي النسخة الرابعة التي أقيمت عام 2020 غادرنا البطولة مبكرا ومن دور المجموعات.. وهكذا كان الظهور العراقي يبدأ بملامح البطل المتوّج في المرة الأولى، ثم يتدحرج نزولا إلى صفر من النتائج!
المنتخب الجديد سينتهي العمر الافتراضي لأغلب لاعبيه مع نهاية البطولة، خلافا لما هو عليه وضع بعض المنتخبات الآسيوية الأخرى التي وضعت سقفا عمريا يقلّ عن إحدى وعشرين سنة للاعبيها، وذلك من باب الإعداد المتكامل للبطولة الآسيوية المقبلة التي ستقام عام 2024 وستكون البطولة مؤهلة إلى دورة باريس الأولمبية.. وهو الهدف الذي نسيناه لدى (التخطيط) للمشاركة الحالية في ضوء الفوضى الكروية التي نعيشها ولا يبدو أن لنا فكاكاً منها في القريب العاجل!