نبيه بري رئيساً للبرلمان اللبناني للمرة السابعة

الرياضة 2022/06/01
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
لولاية سابعة على التوالي وبواقع 65 صوتاً فاز نبيه بري برئاسة مجلس النواب اللبناني، من الدورة الأولى للانتخاب في الجلسة الافتتاحية للبرلمان اللبناني التي عقدت في قاعته التشريعية في ساحة النجمة ببيروت أمس الثلاثاء، كما حصل النائب عن التيار الوطني الحر الياس بو صعب على منصب نائب رئيس المجلس بحصوله على 65 صوتاً مقابل حصول منافسه غسان سگاف على 60 صوتاً، وجاء فوز بوصعب في الدورة الثانية بعد إخفاقه في الحصول على نصاب الأصوات المطلوب في الدورة الأولى. 
انتخاب بري لرئاسة المجلس وبوصعب لمنصب نائب رئيس المجلس جاء إثر تفاهم تمت بلورته بعد مشاورات مكثفة جرت بين الرئيس بري وجبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر برعاية حزب الله ، إذ أعطت مجموعة من أعضاء التكتل العوني أصواتها لبري لرئاسة المجلس، بينما صوتت كتلة حركة أمل لصالح بوصعب، هذه التسوية هي التي استطاعت تجاوز تعقيد التركيبة الصعبة لأعضاء مجلس النواب التي تمخضت عنها الانتخابات الأخيرة ولم تعط الأغلبية المريحة لأي فريق. رئيس مجلس النواب المنتخب نبيه بري بدوره طالب في كلمة ألقاها بعيد انتخابه رئيساً للمجلس النيابي لولاية جديدة بـ "الاحتكام للإرادة الوطنية الجامعة المتمثلة بقلق الناس وآلامهم وتطلعاتهم وآمالهم بالقدرة على الإنقاذ والتغيير"، معتبراً أنَّ أي خطط ووعود وبرامج لا تقدم الحلول للأزمات على اختلافها وكثرتها هو كلام وخطط خارج السياق"، مضيفاً أنه "من المفيد لجميع النواب والكتل أن يدركوا حجم التحديات الملقاة على عاتقهم، في زمن لن يحظوا فيه بـترف المناورة، ولا سيما أنّ سلاح التعطيل المتوافر بين أيديهم، لن يفضي سوى إلى جريمة كبرى بحق الوطن، الذي بات يحتضر بشهادة الجميع"، وخاطب النواب بالقول: " لنكن 128 نعم، لإنجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها و128 لا، للفراغ في أي سلطة، و128 نعم جريئة ومن دون مواربة للانتقال بلبنان من دولة الطوائف والمذاهب والمحاصصة إلى دولة المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص، الدولة المدنية، و128 نعم صريحة وقوية وواحدة موحدة ضد أي تفريط بحقوق لبنان السيادية في ثرواته المائية والنفطية مع فلسطين المحتلة، و128 لا، للتنازل أو المساومة أو التطبيع قيد أنملة في هذه الثروات تحت أي ظرف من الظروف ومهما بلغت الضغوط" . وتابع " لنكن 128 نائباً نعم لحفظ حقوق المودعين كاملة وإقرار وتنفيذ كل القوانين المتصلة بمكافحة الفساد والهدر واسترداد الأموال المنهوبة" . وختم بري قائلاً:  "أخيراً وليس آخراً، فليكن الخلاف والتنافس من أجل الأفضل للبنان واللبنانيين. أجدد الشكر للزملاء النواب.. لوسائل الإعلام ولقادة الرأي.. وإلى اللقاء في استحقاقات وطنية عنوانها الدائم وحدة لبنان، نعيش جميعا إذا عاش لبنان" .
جلسة المجلس جرت على وقع تظاهرات، نفّذها أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت ووقفة أمام المرفأ، وانضم إليهم عدد من النواب، ووصلت مسيرة الاحتجاج إلى ساحة الشهداء ورفعوا شعارات تطالب  بـ"إخراج القضية من التجاذبات السياسية والضغط لتنفيذ مذكرات توقيف المتهمين وإسقاط الحصانات عنهم"، كما تخلل جلسة المجلس الكثير من السجالات بين النواب، إذ قدم الكثير منهم قراءات دستورية مختلفة لانتخابات أميني السر للمجلس كما اشتكى بعض النواب من حرارة الطقس لانقطاع التكييف عن القاعة جراء انقطاع التيار الكهربائي وقد خاطبهم رئيس المجلس نبيه بري قائلاً: "تحملوا فالناس كلها ما عندها كهرباء" .
في غضون ذلك رأى السيد علي فضل الله نجل المرجع الراحل محمد حسين فضل الله أن " مجلس النواب الجديد أمامه مهمات كبرى وخصوصاً في ظل الانهيارات المتصاعدة داخلياً، داعياً إلى أن تكون تطلعات المجلس بحجم مشكلات البلد وآلام اللبنانيين وآمالهم" .
وأشار فضل الله، ، إلى أن "المرحلة التي نطل عليها هي أخطر بكثير من سنوات الأزمة التي عشناها في مدى الأعوام الثلاثة الماضية بكل مآسيها ومعاناتها، وبالتالي فإن المجلس بحاجة إلى آليات عمل جديدة لمعالجة المشكلات وسن التشريعات، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحصل ما لم يتحرك النواب بروحية جديدة أو بذهنية تختلف عن تلك التي كانت سائدة من قبل" .
ولفت إلى "أنني أخشى من أن الأزمة الفعلية في لبنان قد بدأت في هذه الأيام وبعد أن انتهت الانتخابات، وبعد استنفاد ما في الخزينة عبر سياسات مالية وإدارية دفعت البلد إلى الانهيار في ظل غياب الدور المنشود لمؤسسات الرقابة والمحاسبة" .