لبنان يبلغ الوسيط الأميركي تمسكه بالخط 23 وحقل قانا

الرياضة 2022/06/15
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 
موقف ثابت أبداه لبنان أمس الثلاثاء للموفد الأميركي أموس هوكشتاين بخصوص المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية وضرورة التزام الجانب الإسرائيلي بعدم الخوض بعمليات استكشاف نفطية في حقل كاريش المتنازع عليه، وجاء هذا الموقف إثر استقبال الرئيس اللبناني ميشال عون لهوكشتاين بحضور سفيرة أميركا في لبنان دوروثي شيا، ووفقاً لما تسرب من معلومات فإن الموقف اللبناني يتمحور حول الخط 23 من دون تعرّجات، مع التأكيد على حق لبنان في حقل قانا. 
وبذا فإن بيروت ترفض عملياً المقترح الذي سبق أن قدمه هوكشتاين في زيارته السابقة والذي يعرف بالخط المتعرج، وهذه الموقف يمثل خلاصة المشاورات التي أجراها الرؤساء الثلاثة عون وبري وميقاتي، الوسيط الأميركي  سينقل الموقف اللبناني إلى الجانب الإسرائيلي لبيان موقف تل أبيب منه على أن يعو إلى لبنان بعد اسبوع لمتابعة التباحث بشأن ذلك. 
وكان قائد الجيش العماد جوزاف عون قد جدّد موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في مسألة ترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، ومع أي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان، جاء ذلك بعد استقبال العماد عون في مكتبه في اليرزة، رئيس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين بحضور السفيرة الأميركية السيدة دوروثي شيا، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية، كما كان لهوكشتاين اجتماع مهم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل ظهر أمس الثلاثاء في السراي الحكومي حيث تبلّغ الموفد الأميركي "الموقف اللبناني الموّحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الأميركية. كما تم التأكيد على  أن مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة" وشارك في اللقاء نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وسفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي، ونقلت مصادر إعلامية أمس الثلاثاء بأن "الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية آموس هوكشتاين، تسلم الرد اللبناني على مقترح ترسيم الحدود مع إسرائيل والرد لم يتضمن أي مطالبة بالخط 29 الذي يشمل حقل كاريش"، وأوضحت أن "لبنان طلب الحصول على الخط 23 وحقل قانا في المنطقة المتنازع عليها" وأشارت إلى أن "الرد اللبناني طالب باستئناف المفاوضات التقنية غير المباشرة مع إسرائيل"، ولفتت إلى أن "لبنان طلب وقف استخراج النفط والغاز من حقل كاريش إلى حين انتهاء المفاوضات" وفقاً لما نقلته قناة "الجزيرة"، المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك من جانبه أكد، أنّ "الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع لبنان وإسرائيل للمساعدة في حل الخلاف بشأن حقل "كاريش" البحري". 
وأضاف أنّ "الأمم المتحدة تشجعّ إسرائيل ولبنان على حل أيّ خلافات عبر الحوار والمفاوضات". إلى ذلك أشار وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب "إلى أنّ هوكشتاين سمع رداً لبنانياً موحداً حول المساحة البحرية المتفق عليها"، مبدياً تفاؤله بإمكان التوصل إلى اتفاق في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، وشدّد على أنّ لبنان يريداً اتفاقاً، وكذلك الولايات المتحدة، وينقل أميركيون وأمميون عن الطرف الاسرائيلي رغبته أيضاً في انجاز هذا الاتفاق، وبخصوص تصاعد لغة التهديد من قبل أكثر من مسؤول إسرائيلي والتلويح بورقة الحرب على لبنان أكد بوحبيب بأنه "ليست هناك مؤشرات جدية من جانب إسرائيل و(حزب الله) لوقوع حرب رغم التهديدات المتبادلة بين الطرفين، وهذا المعطى مبني على معلومات دقيقة من دوائر معنية". 
في السياق تتوقّع مصادر سياسية مطّلعة، أن "تبقى حظوظ اندلاع مواجهة على الجبهة الجنوبية ضعيفةً في الوقت الحالي، وتعزو هذا الواقع إلى انعدام الغطاء الأميركي لإسرائيل لكي تنفِّذ تهديداتها بتدمير لبنان"، في غضون ذلك أكد النائب عبد الرحمن البزري أمس الثلاثاء أن "هناك توحيداً للموقف اللبناني في موضوع ترسيم الحدود، من أجل تفادي الدخول في حرب مع إسرائيل، مشيراً إلى أن الأهمية تكمن باستخراج النفط والغاز وعدم التفريط بحقوقنا وعدم الذهاب إلى صدامات".
وبخصوص الاستشارات النيابية الملزمة وما ستتمخض عنه ذكر البزري بأننا "في انتظار الخطوة الأولى المتمثلة بالدعوة للاستشارات النيابية الملزمة التي على أساسها يحدد من هو الرئيس المكلف، مع الحديث عن إمكانية إبقاء الرئيس ميقاتي في هذه الفترة، فإن البحث في التسمية لم يتم بعد مع الكتل النيابية الأخرى".