جواد عبد الكاظم محسن
صدر مؤخراً كتاب (الفوتوغراف في الحلة؛ نشأته ورواده) لمؤلفه المصور عماد محسن الزبيدي الذي قال فيه إنَّ الحلة لم تعرف التصوير الفوتوغرافي إلا في عشرينيات القرن الماضي، إذ دخل إليها عن طريق القوات البريطانيَّة التي احتلت العراق في الحرب العالميَّة الأولى، وقد (اقتصر التصوير في ذلك الوقت على الأسر من الطبقات الراقية والميسورة).
واستطاع عددٌ من المصورين الذين لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، تأسيس تاريخ لمدينتهم في هذا الجانب، وكانت كلّ عدتهم (الكاميرا الشمسيَّة) وملحقاتها البسيطة، وكانت الصور تسمى يومذاك (العكس)، وأسماها البعض (الرسم)، وللمطرب الريفي المعروف حضيري أبو عزيز أغنية شهيرة صدح بها (لجل المودة البيني وبينك رسمك أريده).
ويعدّ المصور الشمسي محمد علي حسن شنطوط (جد المؤلف)، وهو من مواليد 1895م من أقدم المصورين في الحلة، وقد اختار محله مواجهاً لأشعة الشمس في محلة جبران لكي يتمكن من التقاط الصور على ضوء الشمس، وكان قد تعلم التصوير لدى البريطانيين.
وقد أعقبه عددٌ من المصورين الرواد الذين استطاعوا أنْ يؤسسوا تاريخاً لهذا الفن الجميل في مدينتهم، ومن هؤلاء: (إسماعيل خواف، كمال عبد الأمير، كريم الكرعاوي، وجابر عبيد وغيرهم).
استعرض المؤلف في كتابه تطور الكاميرات وأنواعها والأفلام المستخدمة، ومختبرات الطباعة والتحميض التي دخلت الحلة للمرَّة الأولى في الثمانينيات، وكان مختبر كمال هو الأول في المدينة، وأدرج سير عددٍ كبيرٍ من المصورين الحليين، وأضاف ملحقاً بالصور القديمة وبعضها من الصور النادرة لمدينة الحلة
وشخصياتها.
من الجدير بالذكر أنَّ المؤلف من المصورين المحترفين، وعضو الجمعيَّة العراقيَّة للتصوير في بابل، وقد أقام خلال العقدين الأخيرين أربعة عشر معرضاً شخصياً لصوره، فضلاً عن اشتراكه في أغلب معارض بغداد الدوليَّة للصور الفوتوغرافيَّة، وحصل على العديد من الجوائز وكتب الشكر والتقدير، واحتفل مؤخراً بامتلاكه لأكثر من مليون صورة فوتوغرافيَّة ورقيَّة بمختلف المحاور ومختلف الأحجام.