منتديات الشباب

الرياضة 2022/06/19
...

نبيل الزبيدي

التقيتُ قبل يومين خلال توجهي إلى العمل الجار أبا أحمد وبعد السلام والتحية تحدث قائلاً هل هناك ناد أو منتدى قريب من أجل تسجيل ولده أحمد واستغلال العطلة الصيفية؟ بعد فترة صمت أجبته ليس هناك سوى ناد واحد يحتضن فقط لعبة كرة القدم، وكان منتدى شبابياً وأغلق منذ ثماني سنوات، بعد هذا اللقاء وجدت أنه من الضرورة تسليط الضوء على الأندية والمراكز الرياضية التي غابت عنها الفعاليات الرياضية.
لقد كانت المنتديات الشبابية فرصة جيدة للتعلم وكسب الخبرة والاستفادة من أوقات الفراغ لدى الشباب لاسيما خلال العطلة الصيفية، والان بعد انتهاء الموسم الدراسي أين سيتجه الشاب؟ خصوصا أن منهم من يرغب بالسباحة، أو الساحة والميدان، أو المصارعة، أو تعلم الحلاقة أو تعلم الخياطة بالنسبة للبنات.
هذا الأمر يقع على عاتق مسؤولية وزارة الشباب والرياضة التي يجب أن تعيد الروح الى منتدياتنا التي توقفت منذ فترة، ولمثل هذه المنتديات أيضا فوائد اقتصادية من خلال مناقشة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمشكلات التي تواجهها، إضافة إلى الخطط الفعالة للقضاء على البطالة، وتشمل جميع مفاصل الحياة.
وهذا الحال ينطبق أيضاً على أغلب الأندية التي تهتم فقط بكرة القدم وتهمش بقية الألعاب ومنها الفردية، أغلب المنتديات تم غلقها أو تحولت الى استثمار أو  إلى مخازن، وفي المقابل نجد انتشار المقاهي في جميع مناطقنا التي أصبحت ملاذاً حقيقياً للشباب، وقضاء أغلب الأوقات فيها وتناول السكائر والأراكيل، يجب أن لا نلقي اللوم فقط على الأهالي والشاب نفسه، حيث لم يجد بيئة صالحة للاستفادة من الطاقة الكامنة، وأن تطور الشعوب من خلال شبابها. 
من خلال منتديات الشباب يمكن رفد الأندية والمنتخبات الوطنية بالمواهب، حيث يتم توزيع المشاركين حسب بنائهم الجسماني وعشقهم للفعاليات الرياضية التي يرغبون بالانتماء لها، وبالتالي يكون هناك تعاون بين الأهالي والقائمين على المنتدى.
والأمر لا يتعلق فقط بالرياضة وانما بالفن، إذ لدينا مواهب كثيرة وسجل تاريخ العراق الكثير من الأسماء في الشعر والغناء والرسم وكانت بدايتهم عن طريق المدارس والمراكز التدريبية. 
هذه المشكلة يتحملها الجميع فبعد أن تم نقل صلاحيات مراكز الشباب والرياضة الى المحافظات، لم تشهد الاهتمام المطلوب، لذلك نتمنى من مجالس المحافظات ووزارة الشباب والرياضة عمل لجان مشتركة للنهوض بواقع الشباب، واستثمار طاقات الشباب من اجل بناء مستقبل مستقر وأكثر ازدهاراً للعراق وبالتالي تعزيز الأواصر الاجتماعية والاقتصادية للشباب ويوفر للفئات المستفيدة  المهارات اللازمة للحصول على فرص عمل أفضل وعدم الاعتماد على القطاع العام.