ريسان الخزعل
وها انا من لوعتي ، اتطامن بعنوان مجموعة الشاعر الراحل رعد مطشر (الغرقى يجمعون المرجان ) ..، لعلّي امسك بشيءٍ يتعدى الرثاء ، وأُحاول ان اخطو على ضفة دجلة اليسرى مرددا القول : مثل ام ولد غركَان وابره الشرايع . لكنَّ الغريق لم يكن واحداً كي تخفَّ اللوعة ولو قليلا ، انهم اطفالنا وابناؤنا واخواتنا واخواننا ورجالنا ونساؤنا ، وهنا يحق لي تحوير القول يا عبّارة الموصل : مثل أُم شعب غركَان وابره الشرايع . وها نحن بغرقهم ، غرقى على اليابسة . انها لعبة الكلمات ، عسى ان تشفع لنا بعد ان خذلنا الرثاء ، ومَن نرثي..؟
(بقلوبنا يغتسل الموتى قبل الماء ، يغتسلون بالشعر ودوار الغرق ووحشة الفراق وعذاب الروح العراقية . انَّ ايامنا القاحلة قادمةٌ دوماً من مدنٍ مولعة بالحزن وغرق الناس ، ان قلوبنا مطعونةٌ حدَّ النصل... ) هكذا قال الشاعر الراحل / علي الشباني / في قصيدته ( غركَان )..، وكأنه اليوم يرثي غرقى الموصل / غرقى العراق :
يمّه اصيح ابريحة الشيله تِرد
رد ولك مغسول يبني
رد حزن عمرين يبني
الدهله عيب اتدفي ضلعك والشته الداير برد
رد عله امّك ياحلو الدنيه برد
ولو ميّت بس ترد
واشبكَ الريحه البطولك ترس روحي
ابروحي رنّت كل معاضيدك..تراجيّك يل احبيّب ..يضوّي الشيب فيّك
وين يبني ..؟
هذا وكت البيه ترد للبيت..راوي امن اللعب وامشابكَ تذبني .
........،
يابخت بالماي..ياعرس الشمع ..يل تانتك كل الناس
يا ( صاحب ) حزينه..روحي فاضت والمصايب سيّسن ليغاد ، ووليدي سفينه
وين ماخذها الرمل والريح ، والشاطي مشه اويه الريح..،
ياصاحب مشه اويه الماي وابدمي الحليب ايصيح ..، ياصاحب مشه إو ما ودّع امّه
رِدّه ودروب الحزن بالروح كثرن ، كل درب طافح حنينه . ردَّه ..ردَّه والوالد يغث الله حنينه .
وهكذا، بالشعر ربما تكون التعازي اكثر حرارةً ، وقد يختفي الدمع تحت سواد العيون ، لأنَّ غرقانا يجمعون المرجان ...