السيدات..أولاً

الرياضة 2022/06/29
...

علي حنون
جاء الانتصار الكبير، الذي حققه منتخبنا للسيدات في منافسات بطولة غرب آسيا، التي اختتمت في المملكة العربية السعودية وتمثل بظفره باللقب، ليُنعش الفرحة في قلوب مُحبي الكرة الوطنية ويُعوّض في حسابات جانبها المعنوي كبير، الآمال في أن يكون لكُرتنا في ضفتها الناعمة رؤية مُغايرة يُمكن أن تقودنا لإصابة النتائج الأفضل في الاستحقاقات الأخرى الأكبر، مع وجود بارقة أمل للإطلالة من باحة الوقوف على مشاهد (تُنسينا) بعض صور الإخفاقات الخارجية المُؤلمة، التي أودت بسمعة كرتنا الوطنية إثر تعثرات منتخبنا الرجالي في غير بطولة دولية، ويقينا أن النتيجة الإيجابية، التي ختمت رحلة منتخبنا للسيدات في منافسات جدة لصالات القارة، قد أطرت أداء لاعباتنا بحلقات معنوية عالية لا شك أنها ستكون سلاحهُن المُؤثر في الاستحقاقات الجديدة.  والجيد في الأمر هو أن مدربة المنتخب الإيرانية شاهيناز، قدمت خلال منافسات البطولة غير برهان على تفوقها وقدرتها الفنية في استيعاب إمكانات لاعباتها وتوفيقها في استثمار أدائهن الفردي في رسم لوحة فلسفة عطاء جماعي أذابت فيه قدرات لاعباتها الفردية لتصنع توليفة نجحت في كسب اللقب بعد مباراة كبيرة في فاصلة الختام قادت منتخبنا للفوز على المنتخب السعودي صاحب الأرض والجمهور بأربعة أهداف لهدفين.. نعم برهنت شاهيناز على حكمتها عبر نجاحها بصورة مُميزة في استثمار إمكانيات لاعباتها وتطويعها في سبيل خدمة الرؤية الجماعية، ما جعل الجميع يقف على يقين بأنها (أي المدربة) أضحت ترتكز على فكر يُزكيها لاحتلال مركز مرموق بين المُدربات على صعيد القارة الصفراء.  ولعل الأسلوب الأدائي لمنتخبنا النسوي طيلة مباريات البطولة، أشر بما لا يرتقي إلى يقينه الشك، أن الفريق مُتمكن، وأن نجماته ومن خلفهن الجهاز الفني مُؤهلون لمواصلة مشوار التفوق وكانت لبوات الرافدين عند حسن الظن بهن، بعدما حرصن على عكس صورة مستوى واضح نظير إدراكهن أن الجماهير العراقية أخذت ترى في حضورهن الإيجابي ما يُمكن أن يعوض إخفاقات المنتخب الوطني للرجال في فاصل معنوي على الأقل.. وهنا لن نجافي الحقيقة بالقول إن البداية لم تحمل لنسوتنا التفاؤل، لأنه أمر يعكس الواقع، لكن الحال تغيّر بمجرد رؤيتنا لمنتخبنا في البطولة عندها تيقنا أن فريقنا ذاهب باتجاه تحقيق اللقب القاري، والأداء مع توالي الحضور أخذ يدعم توقعاتنا الإيجابية، وبالنهاية كان التميّز وجاء الإنجاز. المنطق والإنصاف والموضوعية وقبلها المسؤولية تتطلب منا جميعا، في إثر تحقيق منتخبنا للسيدات لقب غرب القارة، أن يكون هناك اهتمام كبير بالفريق وأن تُستثمر الاتفاقية المُبرمة مع الجانب الفرنسي في تطوير كرتنا الوطنية للسيدات من خلال توفير الأجواء المطلوبة للاهتمام بالمنتخب الوطني وأيضا العمل على إدامة ورفد التشكيلة بالمواهب عبر إقامة مدارس للفئات السنية لنحافظ على ديمومة العطاء الإيجابي، طالما أثبتت (نسوتنا) قدرة على مقارعة منتخبات القارة، وبالتالي يُمكن أن نجد لفتياتنا فضاء رحبا يحتضن قدراتهن وربما يمكن أن تصل صالات السيدات، إلى مستويات متطورة وبهذه التشكيلة نعتقد أن منتخبنا مُؤهل لبلوغ نهائي القارة في حال توفرت له أجواء تأهب أفضل، بل إنه يُمكن أن يصل إلى شواطئ الحضور الجيد في الاستحقاقات العالمية.