ذكرى صامتة وحزينة

الرياضة 2022/07/05
...

خالد جاسم

بصمت وبلا بهرجة إعلامية أو حتى استذكار بسيط من قبل إدارته المثابرة مرت يوم الأربعاء الماضي الذكرى الثانية والخمسون لتأسيس نادي الزوراء الرياضي ، هذا النادي الكبير والعريق المتجدد الحضور والعنفوان والذي يضرب باستمرار المواعيد الجميلة مع الأمجاد الرياضية حتى وهو في قمة البؤس المادي وخواء بيت المال حيث صارت الفلوس هي من تأتي بالعروس في رياضتنا ورياضة الآخرين كما يقال في المثل الدارج ،لكن خصوصية الزوراء كاسم وكيان وجماهيرية طاغية كفيلة أن تضعه في القمة حتى وإن غربت عنه شمس النجاحات في موسم أو أكثر . 
وهذا الموسم شهد للأسف تراجعاً واضحاً لكرة الزوراء سواء في مسابقة الدوري الممتاز أو في بطولة كأس العراق التي كان يعول الجمهور الأبيض في التربع على عرشها لكن المفاجأة والصدمة حدثتا يوم الثلاثاء الماضي أي قبل ذكرى تأسيس النادي بيوم واحد عندما خسر مواجهة نصف نهائي الكأس أمام فريق شاب ومجتهد هو فريق الكرخ ولتغطي سحابة الحزن العميق سماء الزوراء ..القلعة الكروية المهزوزة هذا الموسم ..وعندما أقول: إن ذكرى تأسيس النادي الكبير (مرت كسحابة صيف فوق خط الإستواء ) كما وصف يوماً شاعر الرومانسية الراحل نزار قباني حبيبته وهي تمر به غير مبالية إثر جفاء ،كنا نتوقع من الإدارة الزورائية وفي مقدمتها النجم الكبير فلاح حسن الاحتفاء بالمناسبة ليس باعتباره يحتل قمة الهرم الإداري في ناديه بل ولأنه عاش مع الزوراء وترعرع فيه وتقاسم معه ذكريات عقود من السنين بحلوها ومرها وفي محطات الحزن والسعادة وفي الرخاء والفقر لاعباً ومدرباً وإدارياً وهي ثيمة لم يجربها باستثناء الكابتن (أبو تيسير) سوى زميله الراحل أحمد راضي . 
نعم ظروف البلد والأوضاع السائدة والمتغيرات التي حدثت وكان من بينها للأسف الشديد مغادرة العديد من أنديتنا الكبيرة والجماهيرية بعض تقاليد العمل الإداري والأطر الاعتبارية ومن ضمنها إيلاء مناسبات تأسيسها أهمية متميزة حيث الاحتفاء برواد النادي وأبطاله والمتميزين فيه بحضور نخبة من جماهيره ربما تكون مسوغات واقعية وراء إهمال الإدارة الزورائية ذكرى تأسيس ناديها الكبير لكنها ليست بالمعضلة الكبيرة لو اكتفت الإدارة بحفل استذكار بسيط بهذه المناسبة الاعتبارية الكبيرة وتكرم فيه على الأقل بعضاً من النجوم القدامى والرواد مع إنها كانت جديرة أن تقيم حفلاً كبيراً تستذكر فيه أرواح الراحلين والطيبين من كانت لهم إسهامات كبيرة ومتميزة بل وتاريخية في تأسيس النادي العريق ، وفي مقدمتهم الراحل المؤسس عدنان أيوب صبري العزي الذي وضع اللبنة الأولى للزوراء كناد مستقل ، كما لا أعتقد أن مسؤولاً كبيراً من طراز وزير النقل وهو لم يبخل على النادي الكبير بالدعم والاهتمام وفق الامكانات المتاحة لأن وزارته مسؤولة إدارياً ومالياً كان سيمانع في احتضان احتفالية التأسيس وإحياء المناسبة إذا طلبت منه الإدارة الزورائية ذلك أو حتى لو قام أحد ما بتذكيره بتلك المناسبة التي أعتقد أن الوزير سيكون قمة في السعادة عندما يتبنى إقامتها شخصياً. 
وعلى العموم وإذ استذكر بهذه الكلمات مناسبة رياضية عزيزة علينا جميعاً وهي ذكرى  تأسيس النادي الزورائي العملاق الذي ارتبط اسمه باسم العاصمة الحبيبة بغداد كما هو اسم أول جريدة رسمية ولدت في العراق نتمنى للزورائيين كل التوفيق والنجاح.