قرارات الاتحاد بين شد التراخيص وجذب المحترفين

الرياضة 2022/07/20
...

 بغداد: انتصار السراج 
شهدت الأيام القليلة الماضية، ترقباً كبيراً للشارع الرياضي لما يسفر عنه اجتماع الاتحاد المركزي لكرة القدم والتعرف على نظام وطبيعة الدوري للموسم المقبل، وبعد اختتام الاجتماع صدرت مجموعة من القرارات والتوصيات بهذا الشأن كان من أبرزها، اعتماد آليّة الدوري للموسم المقبل 2022-2023 حسب نظامِ المسابقات 2020-2021 من حيث الصعودِ والهبوطِ والذي سيكون دورياً عاماً من مرحلتين، وينطلق في الأسبوعِ الأول من شهرِ تشرين الأول المقبل مع الاشتراطِ بتطبيقِ معايير التراخيص بصورةٍ جيدةٍ، والعديد من القضايا والأمور الأخرى التي تخص سير الدوري من أجل تحقيق أقصى استفادة خدمة للأندية والمنتخب الوطني أيضاً، وقد تباينت الآراء بين موافق ومعارض لهذه القرارات والروئ لذا كان لابد من رأي أصحاب الشأن والاختصاص بهذا الموضوع.
 
توجهت (الصباح الرياضي) لأولى محطاتها المدرب راضي شنيشل والذي تحدث عن رأيه بهذا الموضوع حيث قال: لا يمكن الجزم الآن بأن هذه المقررات ستأخذ حيز التنفيذ من عدمه، فالصورة ما زالت ضبابية وغير واضحة، وهناك آراء متضاربة ومختلفة تصدر بين الحين والآخر، فليس بالإمكان تطوير كرة القدم العراقية بهذا الكم من الأندية، وإذا لم يتم تقليص عدد الأندية إلى ستة عشر أو أربعة عشر فريقاً فلن يكون هناك أي نوع من التطور في دورينا وفي كرة القدم العراقية أيضاً، فلايمكن للاعب أن يتطور بهكذا دوري طويل بدون أي فائدة فنية تذكر، ولايمكن أن يكون جاهزاً لأي استحقاق دولي، في ظل هذا (الترهل) لعدد الأندية وكثرتها ولكن من دون أي نوعية!
وتابع شنيشل قوله: أغلب دول العالم تأخذ بتقليص عدد الأندية التي تشترك بمسابقة الدوري، من أجل الحصول على أكبر فائدة تصب في خدمة الكرة في هذه الدول، والحصول على جودة من اللاعبين لايمكن الحصول عليها مع هذا الكم الهائل من الأندية لدينا والذي يصل إلى عشرين فريقاً، والتي تكون عبئاً ثقيلاً بسبب طول الدوري العراقي، مقابل ضعفه، وعدم الاستفادة منه بسبب كثرة اللاعبين المشتركين فيه.
وأضاف، في قطر يوجد 12 فريقاً يراد تقليصها إلى 10، لماذا؟ لأن الاتحاد هناك يريد تطوير المنتخب ولعبة كرة القدم على العموم وليس جعل الدوري ماراثوناً مرهقاً للأندية وميزانياتها واللاعبين والمدربين على حد سواء .
واستطرد، بصراحة لا احب التكلم ضد الاتحاد المركزي لكرة القدم، ولا ضد شخوصه بأي شكل من الأشكال، لكني بانتظار ما يمكن فعله في قادم الأيام ومدى قدرته على تطوير كرة القدم العراقية، أو بإمكانه التأثر بالجو العام وما يحدث من شد وجذب بهذا الخصوص .
واختتم شنيشل قائلاً: منذ عشر سنوات وأنا أسمع موضوع التراخيص ولكنني لم أشاهد أي شيء ملموس بهذا الخصوص، وما زال كل شيء يذكر مجرد أقاويل بدون أي أفعال، لأن هناك بعض الأندية ليس لديها أي إمكانية، ويمكن ان تعطى التراخيص من أجل المشاركة مع بقية الأندية الغنية، إضافة إلى تسمية دوري ( كما يقال ) بعد القادم باسم ( دوري المحترفين ) أجدهُ تسمية كبيرة، ولايمكن اطلاقها على دورينا مجرد تسمية لأن هذا الموضوع يتطلب الكثير من العمل والكثير من الجهد، فهذه التسمية اتمنى أن تكون واقع حال، وأن لا يكون الحال مغايراً لها.
 
لا لعب بدون تراخيص! 
أما أحمد الموسوي عضو اتحاد الكرة والمشرف على لجنة التراخيص فقد تحدث عن نظام الدوري قائلاً: نظام الدوري للموسم المقبل سيكون بنفس صيغة الدوري للموسم المنصرم من حيث وجود الـ 20  فريقاً لمنافساته، وتقسيمه على مرحلتين، الاختلاف الموجود الموسم المقبل هو باستيفاء الأندية لنظام التراخيص، وأي نادٍ لايستوفي تلك الشروط ليس بإمكانه اللعب في الدوري العراقي، واعتقد أن هذا النظام هو المعمول به والمصادق عليه من قبل الاتحاد الآسيوي، والذي سبق أن وافقت عليه الاتحادات القارية والدولية، والذي أسهم بشكل كبير في تطوير كرة القدم في تلك الدول، وأيضاً في القارات التي تعمل بهذه اللوائح، فوجود الضوابط والقوانين والتراخيص للأندية سيعود بالنفع الكبير على المنتخب الوطني، الذي بالتأكيد سيكون له الرافد الأول والأخير هو الدوري القوي، والمتحصل لجميع الشروط القانونية التي تجعل المنافسة حاضرة بنوعية اللاعبين التي ستلقي بظلالها على تحسين المنتخبات الوطنية. 
وأضاف الموسوي قائلاً: لقد شُكلت لجان وتم وضع مشرفين على لجنة التراخيص وعلى لجان شؤون اللاعبين، بعد أن تكون هناك زيارات للأندية من أجل مشاهدة مدى تطبيق هذه الأندية للوائح التراخيص والتي ستطبق بالكامل على هذه الأندية، وهناك معايير هي (A,B,C) وأي نادٍ لايستوفي أحد هذه المعايير للمعيار  (A) فقط لايمكنه المشاركة في منافسات الدوري للموسم المقبل، لأن هذه اللوائح هي إقليمية ودولية، وهو ما متعارف عليه في الدوريات العربية للمحترفين مثل ( الإمارات والسعودية وقطر ) لذا بات استخدامها امراً ضرورياً فرضه علينا الاتحاد الآسيوي من أجل النهوض بكرة القدم العراقية. 
وأضاف الموسوي، هناك زيارات ميدانية كبيرة في الفترة المقبلة، حيث ستزور لجاننا الأندية للاطلاع على آخر المستجدات التي قررها الاتحاد ومدى تطبيقها للمعايير الخاصة واستيفاء جميع الشروط التي من شأنها مساعدة الأندية والمنتخبات الوطنية ورفده بلاعبين على مستوى عالٍ.
واختتم الموسوي حديثه قائلاً : في ما يخص قرار الاتحاد للموسم بعد المقبل بشأن تطبيق نظام دوري المحترفين، فاعتقد أنه وبعد تطبيقنا للوائح الأندية والتراخيص تدريجياً، سيسهم هذا العمل بالانتقال تلقائياً إلى مرحلة أخرى هي مرحلة تطبيق دوري المحترفين، وستكون هناك توأمة مع أحد الأندية المتقدمة في هذا المجال، والتي ستسهم معنا في تفعيل دوري المحترفين للموسم المقبل، مما يتيح لنا الفرصة لتعديل النظام الأساسي والذي يمنحنا الحق لوضع لوائح للمسابقات تتناسب مع النظام الأساسي للاتحاد، ووفق القوانين المعمول بها، وبهذا الأمر سننفذ جميع الإجراءات والتي من شأنها دعم المسابقات وتطويرها،مع دعم المنتخب الوطني بالركائز الأساسية له.
 
التراجع عن القرارات 
أما الصحفي الرياضي علي رياح فقد أبدى رأيه في صيغة عمل الدوري للموسم المقبل حيث قال: بتقديري الشخصي أرى أن الاتحاد العراقي وبهذه التفاصيل التي اوردها، يحاول أن يتراجع عن قرارات جازمة. 
وأضاف، أنا من الأوائل الذين تحدثوا عن هذا الموضوع سواء في الصحف أو في البرامج الفضائية التي ظهرت بها والتي أكدت بها قطعاً عدم إقامة دوري محترفين بالأمد القريب، والأسباب بكل تأكيد متعددة وكثيرة أهمها وضع الرياضة العراقية المتهالك، ووضع الأندية البائس وأيضاً عدم قدرة اتحاد الكرة على اتخاذ قرارات مصيرية مفصلية والتمسك بها وهذه نقطة جداً مهمة تسجل على الاتحاد الحالي، أما في ما يتعلق بآلية الموسم الجديد فلا أرى أي جديد يذكر فقد أنهينا الموسم المنصرم بعشرين فريقاً، فمع كل هذا الحراك الذي تم والمداولات والتأخير والتأجيل والوعود، والمماطلة والتسويف لم تنتج خطوة واحده للأمام، باختصار ما زلنا نراوح في نفس المكان في ضوء استهلاك الكثير من الجهد والكلام .
واختتم رياح حديثه بالقول: اتمنى من اتحاد كرة القدم وبصرف النظر عن الخلطة الجديدة من صعود وهبوط للأندية والتفاصيل الأخرى غير الواضحة لحد الآن، أن يتعلم الدرس جيداً، وأن لايطلق الوعود جزافاً، وأن يدرس كل قرار لأن وضع الكرة العراقية أصلاً متأزم ولايتحمل المزيد من التأزيم والذي تسببت به قرارات الاتحاد، فأتمنى للاتحاد أن يستفيد هذه المرة، بعد أن أضاع كثيراً من الفرص للاستفادة في المجال التنظيمي، وأن يمهد دوري الموسم الجديد على الأقل لدوري محترفين كما وعدنا بهذا مسبقاً.