لننظر إلى العلم العراقي

الرياضة 2022/07/26
...

علي الباوي
لانخرج من مطب إلا ودخلنا في مغارة يسكنها الدب الجائع، فبعد خروجنا من معمعة خليجي 25 سالمين غانمين نجد اليوم اتحاد الكرة المركزي ينقسم إلى فريقين، الأول يريد استقدام مدرب أجنبي والثاني يرغب بأن يُكلف مدرب محلي لمهمة تدريب منتخبنا الوطني.
هذا الأمر معقد إلى درجة كبيرة فهو لم يبن على النزعة الوطنية وإنما على العناد الأبدي المتأصل في قادتنا الرياضيين.
إنهم يختلفون الآن على جنسية المدرب بينما القضية الأكبر من الأكفأ ومن الأكثر فائدة لنا؟ فالجنسية هي تحصيل حاصل في النهاية وأزمتها لا تقتصر على من سيدرب وإنما كيف نبني فريقاً جيداً يحمل السمعة العراقية في استحقاقين مقبلين مهمين هما الخليج وكأس آسيا.
نحن بحاجة إلى مشوار طويل وبناء محكم للنهوض بالمنتخب من جديد لا ترقيع الوقت بدعوة الاعتماد على المحلي لغياب التمويل الكافي للمدرب الأجنبي .
على الاتحاد الوصول إلى قرار بشأن المدرسة الكروية التي يجب أن يتبعها المنتخب للنهوض وبعدها على ضوء الاختيار يتم تجهيز الكادر الفني للمنتخب.
مسألة وضع ستراتيجية واختيار مدرسة مناسبة للمنتخب هي أولوية يجب دراستها بتأنٍ وأخذ الآراء فيها واستخلاص نتائج البطولات السابقة التي فشلنا فيها والأخذ بالاعتبار تطور الكرة الآسيوية والعربية وهذا بحد ذاته سيكون الطريق الأسلم لبناء منتخب وبدون هذا سيكون اختيارنا للمدرب الأجنبي أو المحلي مجرد عبث وسترجع حليمة إلى عادتها القديمة وسنصاب بالخيبة كما اصبنا سابقاً.
إن الانقسام والتعصب ومحاولة وضع العصي في دواليب الآخر لا تجعلنا نصل إلى الهدف المنشود وعلى الاتحاد أن يعي جيداً بأنه بهذه الانقسامات سيخاطر بمستقبل الكرة العراقية وبما أن الاتحاد يتحمل المسؤولية المباشرة عن سمعة كرتنا فانه مطالب بتحمل مسؤولية تجاه الجماهير الرياضية التي تترقب ظهور جيل جديد من اللاعبين يستحق حمل اسم العراق.
لقد كانت لنا سوابق كثيرة في هذا المجال وأدت إلى الفشل كما شاهدنا في كأس العرب وتصفيات كأس العالم الأخيرة وفي مناسبات أخرى فكلنا يعرف ماحصل في تصفيات المونديال حينما جرى تغيير كوادرنا التدريبية وما أدت إليه هذه التغييرات من كوارث. والحقيقة أن الاتحاد لايقترب من المشكلة الوطنية وإنما يحتك فقط مع مشكلاته الداخلية وصراعاته ويترك العلة تسرح وتمرح ونحن ننظر إليها بعيون مغرورقة.
اخواننا الأعزاء أعملوا على بناء المنتخب نحن بحاجة إلى معرفة الاسلوب الأنجع للعب وبحاجة أيضاً إلى معرفة المدرسة الصالحة لنا وإلى اخذ الوقت لإعادة البناء والخروج بمنتخب قوي يستحق أن يرتدي فانيلة المنتخب هذا هو الهدف وهذه هي المشكلة. 
إخوان لا تحرفونا عن المسار وتجعلونا طرفاً في نزاعاتكم وعليكم فقط وانتم في الاجتماع النظر إلى العلم العراقي.