كلام في الدوري

الرياضة 2022/07/27
...

خالد جاسم
 *الشيء المعروف بل والحقيقة الراسخة في واقعنا الكروي إننا جربنا منذ مواسم العمل وبطريقة بائسة بل ومضرة جداً بأغرب نظام لمسابقة الدوري , ولم يتردد المراقبون والنقاد عن وصف الدوري العراقي أنه من بين الأكبر عدداً تقريباً والأطول زمناً بين دوريات العالم من دون القفز على وصفه بالدوري الأصعب لأنه يجري في ظروف على قدر كبير من الأستثنائية . وبالطبع لم يكن هذا الوصف مستنداً على قاعدة الإيجاب والإشادة بنظام دورينا العجيب بقدر ماينطوي على استهزاء وضحك معلن علينا في وضح النهار .هذا الدوري العجيب الذي يمتد طوال السنة من دون أن تعرف له بداية أو أحد يعلم متى تأزف نهايته , اعتمده الاتحاد الكروي السابق نتيجة أسباب وعوامل معروفة للقاصي والداني مازال مصدر أخذ ورد ..وشد وجذب في داخل الأجنحة المختلفة سراً وعلانية في اتحاد الكرة الحالي الذي تتصاعد تصريحات أعضائه يومياً ومن دون أن تتلمس حقيقة مؤكدة واحدة في تلك التصريحات أو تخلق لديك كلمات المتحدثين شعوراً أو انطباعاً واحداً على أنهم متفقون على مسألة واحدة وليس جملة مسائل , هناك من يريد الأبقاء على نظام الدوري البائس هذا كموروث كروي من بين جملة موروثات ترشحت عن حقبة الاتحاد السابق ..ومؤيدو هذا الرأي هم بالطبع ليسوا من عشاق الفلكلور أو هواة المحافظة على التراث والموروثات بقدر ارتكاز تمسكهم بهذا النظام على حسابات خاصة ومعروفة ..أما معارضو نظام الدوري - الموروث - هذا وهم يقفون على النقيض من أصحاب الرأي الأول فيريدون تغيير نظام الدوري برمته لأسباب بعضها يقف على أرض من المنطق وبعضها الآخر يدخل في حقيبة تصفية الحسابات مع الآخرين والثأر والانتقام من أطراف كروية محددة ..وأصحاب الرأيين المتناقضين لايقفان على مسافة واحدة يمكن القول إنها نابعة عن حرص على المصلحة الكروية بقدر استنادها على قاعدة اللاوفاق واللا اتفاق ومحاولات لي الأذرع تحت الطاولة كي يثبت كل طرف أنه صاحب القرار وصاحب ( الصاية والصرماية ) في اتحاد رياضي مهم ينتظر كثيرون خطواته الإصلاحية بترقب .
نظام الدوري السيء هذا الذي لاشبيه أو مثيل له في دوريات العالم المتقدم أو العالم المتخلف يحتاج إلى ترشيق حقيقي بل وإعادة نظر جذرية وشاملة .. وحتى الرقم (20 ) المقترح للموسم القادم  الذي أعلن عنه اتحاد الكرة يبدو رقماً كبيراً مقارنة بواقع الحال البائس في واقعنا الكروي حيث أسوأ الملاعب وأقسى ظروف المناخ وانحسار شبه تام للقاعدة الكروية وظروف أكثر بؤساً على الصعيد المالي للأندية الضائعة بين منح وزارة الشباب المجمدة أصلاً ورحمة الارتباط الحكومي وسوط التراخيص الآسيوية . مطلوب دوري محترم لاتزيد فرقه عن 16فريقاً وبمسمى واحد هو الدوري الممتاز وفق نظام أو آلية ثابتة في الصعود والهبوط وتوقيتات واضحة ومحددة في الانطلاق والخاتمة مع تشديد كامل على كل إدارات الأندية بتشكيل فرق الأشبال والناشئة والشباب ودوران كامل لعجلة دوري الفئات العمرية .. وبخلاف ذلك سوف لن تعدو الحلول والمعالجات عن مجرد مزايدات جديدة في بورصة تصريحات نارية تبدو أكثر بؤساً ولها بداية ولن تكون لها نهاية تماما كنظام الدوري الكسيح هذا .