معايير

الرياضة 2022/07/28
...

علي حنون
 
مفهوم يُسوّق للظهور بين الفينة والأخرى سواء من قبل المدربين المحليين أو من مريديهم مفاده أن الأندية البصرية غالباً لا تركن في اختياراتها، إلى قرار الاستعانة بمدربي المحافظة، إلا في حال كانت هناك حاجة طارئة تفرض عليها السير في سبيل هذا الاختيار، ولعل الكثيرين وبينهم المعنيون من نقاد وأيضاً من محبي كرة القدم في المدينة يُدركون عن يقين حقيقة الأمر لكنهم في الوقت نفسه يقفون على منصة تتباين عليها وجهات نظرهم حول جوهره وأسبابه، ذلك أن كلاً منهم يطل عليه من باحة رؤيته الخاصة، التي غالباً ما يكون منطقها مُغلفاً بحلقات العاطفة المُجردة، وهي موضوعة تفتقر _ بلا ريب _ إلى الدقة طالما أنها تأسست على وجهة نظر غير مُكتملة وبعيدة في حيثياتها عن ساحة المنطق.
وإذا استمعت إلى طروحات مدربي البصرة، الذين بينهم من يمتلك الكفاءة والشهادة المهنية إلى جانب الخبرة التدريبية، فان آراء أغلبهم لن تجري في ملعب مُغاير عن الملعب، الذي يتواجد فيه أغلب من يعنيهم الأمر وتشدهم شؤون وشجون الكرة البصرية، وهو يذهب باتجاه وضع العلاقات والمحسوبية على طاولة النأي عن تسمية المدرب المحلي، وفي الضفة المُقابلة حيث تتواجد القيادات، فان هناك وجوهاً إدارية في بعض الأندية من لا يُفكر مُجرد التفكير بفتح ملف المدرب المحلي لأسباب هو يعتقد أنها تشفع له في التعاطي بسلبية مع الأسماء والوجوه البصرية، وفي حال استمعت لعينة من إدارات أندية المحافظة، فان الدافع الجوهري ستجده لا يتعلق في الجانب الفني، وإنما هو أسير موجبات أخرى تُؤمن بها تلك الإدارات.
ولم تقف عملية التباين في وجهات النظر بين تلك الحلقات، التي تجمعها مصلحة ومحبة كرة القدم وتُفرقها طريقة أداء أدوارها، وإنما طال وتطور إلى خلاف بهذا الشأن بين الجماهير البصرية، التي بات سوادها الأعظم يأخذ بمفهوم أن المدرب المحلي لن يكون قادراً، وأن امتلك أدوات النجاح، على الفلاح في مسعاه، لأنه - باعتقادها – سيرضخ في نهاية المطاف لضغوطات الإدارات في أغلب الأمور وسيتأثر بقراراتها التي ستفضي لاحقاً إلى التدخل في الشأن الفني وبالنتيجة سيبتعد التوفيق عن حدود مهمته.. ولعل الرأي المتزن هنا هو الأكثر دقة في تحديد مسارات هذا الملف لأنه عندما يتناوله، فانه يتعاطى مع تفاصيله بحيادية ودون الخوض في رؤية عاطفية أو نظرة تنطلق من زاوية تُحددها مصالح شخصية مبنية على اعتبارات غير مهنية.
من هنا، نعتقد انه يُفضل أن يكون اختيار المدرب من خلال طروحات تتبناها اللجان الفنية في الأندية، ذلك أن اختياراتها هي الأصوب طالما أنها تخضع لمعايير مهنية بحتة، عندها لن تجد الريبة في النوايا باباً تُفتح لدخولها وبالتالي فان الإدارة ستكون بمأمن من جعل سلوكها في اختيار المدرب عناوين لأحاديث الجميع..وهنا لابد من التأكيد على واقع فرض نفسه بصدد بعض المدربين البصريين، الذين يستحقون الإشادة نظير تميز حضورهم سواء مع أندية المحافظة أو مع أندية المحافظات الأخرى، ولا يُمكن أن تُؤشر عملية الاستعانة بالمدربين الوطنيين او الأجانب لتولي مهمة تدريب فريق محلي فاصلة سلبية على الأسماء البصرية، لان اختيار الوجه التدريبي يخضع عند الاختيارات السليمة إلى اعتبارات ومقومات قد لا تتوفر أمام المدرب البصري، الذي ربما يجدها بدوره مع فرق أندية محافظات أخرى أو خارج المسابقة 
الوطنية.