بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

ما زال ملفُّ تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان يرقد في درج رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من دون أن تلوح بالأفق بارقة تحرك تعيده مجدداً إلى واجهة الحدث مرة أخرى، فمنذ تكليف الأخير في 23 حزيران الماضي، وتقديمه لما سمي في حينه بـ"تشكيلة رفع العتب" إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، في 29 حزيران الماضي، والملف يشهد حالة سبات غريبة، في وقت تتفاقم فيه الأزمات وتغيب الحلول الحكومية.

ويلقي كل من التيار الوطني الحر ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بكرة التقصير وتعطيل تأليف الحكومة في ساحة الآخر، فبينما يؤكد العونيون أنَّ ميقاتي يسعى إلى بقاء حكومته الخاصة بتصريف الأعمال حتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون في شهر تشرين الثاني المقبل، يرد الرئيس المكلف بأنه قدم تشكيلته ولجأت دوائر قصر بعبدا ومن يقف خلفها من العونيين إلى تسريب التشكيلة وإلى وضع المعوقات في طريق الرئيس المكلف، بينما يقف المواطن اللبناني في موقف فاقد الثقة بالطبقة السياسية؛ كما أكد لبنانيون لـ"الصباح"، وبالتالي فهم لا يراهنون على تشكيل الحكومة من عدمه.

وليس ببعيد عن ذلك يشهد ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة وما يمكن أن يحمله الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من رد إسرائيلي حيال العرض اللبناني حالة غموض، فلبنان لم يتبلّغ حتى الآن بأي جواب إسرائيلي من قبل الوسيط الأميركي لملف ترسيم الحدود هوكشتاين، فيما كشفت تلفزة لبنانية عن أنَّ "آخر تواصل لبناني مع هوكشتاين أكد فيه الموفد الأميركي حصول تقدم، لكنَّ التصعيد في غزة فرمَلَ الأمور كما قال.. وعند هذا الجواب توقفت المعطيات اللبنانية"، في السياق يقول مراقبون إنَّ تل أبيب تسعى إلى التعكز على الظروف الداخلية مثل مسألة الانتخابات وأحداث غزة لتجاوز المهلة التي حددها حزب الله لغاية شهر أيلول المقبل حيث هدد الحزب بضرب حقل كاريش المتنازع عليه ما لم يتم إقرار حق لبنان في ثروته البحرية.

وتوازياً أكد مساعد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: "نحن معنيون بأن يحصل لبنان على حقوقه في المهلة المحددة، ولسنا معنيين بظروف الحكومة الإسرائيلية والانتخابات في الكيان، وحزب الله قوة داعمة للدولة لاسترجاع الحقوق بالترسيم والحفر والاستخراج من دون تسويف أو مماطلة".

في الأثناء، نقلت مصادر صحفية عن أجهزة أمنية تحذيرها من عدم استقرار الأوضاع في المرحلة المقبلة والخشية من تكرار سيناريو واقعة "بنك فيدرال" في الحمرا في خضم حالة سخط شعبي عارم وخصوصاً ما بات يتملك المودعين من مشاعر الغبن والغضب في ظل الأزمة الاجتماعية الحادة، في حين نقلت معلومات قناة "الجديد" اللبنانية بأن "المودع بسام الشيخ حسين بدأ إضراباً عن الطعام، وقد هدد خلال اتصال هاتفي مع محاميته بشنق نفسه ما لم يتم الإفراج عنه كما تم الاتفاق معه".

وكان "الشيخ حسين" قد قام الخميس الماضي بقوة السلاح باقتحام "بنك فيدرال" في شارع الحمرا ببيروت محتجزاً الموظفين والمراجعين رهائن داخل المصرف، مطالباً بتسليمه وديعته المالية، وقد استمرت العملية زهاء ست ساعات قبل أن تفلح السلطات الأمنية في إقناعه عبر المفاوضات بإنهاء احتجازه للرهائن والمغادرة.