إقبال الفتيات على قيادة الدراجة الهوائيّة

اسرة ومجتمع 2023/01/02
...

  بغداد: الصباح 


شهدت شوارع بغداد إقبال الفتيات على قيادة الدراجات الهوائية بشكل ملفت، وهي مجازفة تكاد تكون صعبة، فيها تحدٍ كبيرٌ لنظرة المجتمع التي دائما تحاول أن تقيد حريتهن في ممارسة هوايتاهن، وتتفهم رغبتهن في الخروج من الاختناقات المرورية، باستخدام تلك الوسيلة، كحلٍ لا بدَّ منه في ظل الازدحام المتكرر يوميا.

تقول السيدة سعاد حسن الجوهري رئيسة فريق للدراجات الهوائية، الذي شكل مؤخرا: عمدتُ إلى استقطاب عدد كبير من الفتيات والشابات، وحتى النساء بأعمار مختلفة لهذا الفريق، رغم أن مجتمعنا محافظ ويتبع تقاليد تربى عليها، وليس من السهل إدخاله في نمط الموضة أو كسر المألوف بسهولة. وتضيف: إن قيادة الدراجات كانت واحدة من تلك الأمور، التي تحتاج فترة زمنية ليست بالقليلة، كي تجد نفسها على مدرج القبول الشعبي، واذا ما نظرنا إلى عراق ما بعد 2003، لوجدنا أن المرأة أصبحت تخوض معتركا لمختلف الميادين، التي كانت في السابق حكرا على الرجال، وما المشهد السياسي وايضا الرياضي والثقافي والاجتماعي وحتى الأمني الأخير دليل على ما أقول، لهذا أحثُّ جميع أقراني من الإناث على كسر هذه الحواجز النفسية والانخراط في ممارسات وفعاليات كنا بعيدات عنها في السابق، وذلك لضمان حقوقنا في الحياة جنبا إلى جنب أخينا الرجل. 

تؤكد الجواهري قيام فريقها بالمشاركة في سلسلة مسابقات وفعاليات ومهرجانات رياضية وثقافية على مستوى العاصمة والمحافظات الاخرى- آخرها في محافظة بابل – موضحة: سعينا بكل ما أوتينا من قوة إلى التثقيف ببرامج الفريق، وذلك لشحن ذهنية الناس لتقبل قيادة البنت للدراجة الهوائية، تمهيدا لترسيخها ثقافة عامة في المجتمع المتحضر اسوة بباقي المجتمعات الأخرى. 

وتختتم الجواهري: كوني لم أدخر جهدا في إشاعة ثقافة رياضة الدراجات الهوائية خلال 3 سنوات أو أكثر لهذا أحرص أشد الحرص على أن تباشر المراهقات والشابات والنساء الراغبات بممارسة الرياضة بخطوات مماثلة تكسر لديهن حاجز الخوف من جهة، وتعمل على زجهن بالمجتمع من جهة اخرى. كما وأطالب بصدق جميع الفعاليات المجتمعية والشبابية والإعلامية والأكاديمية وغيرها بدعم اي فكرة، تسهم بالنهوض بواقع المجتمع، ومن بينها الرياضة التي أثبتت التجارب اليوم بأنها إحدى أهم أسباب تقوية الأواصر بين شعوب الأرض. لذا من الواجب الوطني والاخلاقي مساندة اي مبادرة رياضية أو شبابية تعنى بواقع الجيل، الذي يقع على عاتقه مهمة بناء الوطن.