غياب الصحفيات عن كؤوس الخليج يثير الاستغراب

الرياضة 2023/01/08
...

  متابعة: انتصار السراج 


فِي ظلّ الأفراح الحاضرة، والتفاؤل السائد باستضافة البصرة خليجي 25، يتسابق الكبير والصغير، العالم وغير المتعلم الكادح والمترف لانجاح هذا الحدث الكبير بكل تفاصيله الصغيرة منها والكبيرة، يبرز لنا دور الاعلام الحقيقي الفاعل والرصين لتسليط الضوء على أبرز الإيجابيات التي ترافق الحدث المهم.

ولعل أبرز الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن في وقتنا الحالي: أين دور الإعلاميات الخليجيات والعراقيات واليمنيات في مواكبة الأحداث الرياضية المتعاقبة ولعل أبرزها في الوقت الحالي هو بطولة كأس الخليج بنسختها الـ25، ولماذا لا نجد حتى الان إعلاميات عراقيات وعربيات يقومن بدورهن في إرسال رسالة للمجتمع الرياضي بأن المرأة حاضرة وبقوة في تغطية هذه البطولة التاريخية منذ نصف قرن، وهي تقف شأنها شأن الرجل في اظهار قوتها المهنية وقدرتها على مواجهة التحديات لمختلف انواعها والتغلب عليها ؟!

من يبرر لنا أسباب تغييب الإعلام النسوي عن هكذا بطولة يحتضنها العراق للمرة الثانية على أرضه! وإن حضرت فأكثر ما يقال عنه بأنه حضور خجول لا يتناسب مع أهمية الحدث بأي شكل من الأشكال!

هنا لا أتحدث عن مقدمات التلفاز، أو الصحفيات المراسِلات، بل الأمر يتعدّى ذلك لمصوّرات التلفاز والفوتوغراف، وعلى الرغم من تخرج عديد الصحفيات والإعلاميات سنوياً من كليات الاعلام في عموم المحافظات ويحملن التخصص المهني بكفاءة عالية الا ان العاملات منهن في بعض الصحف والفضائيات لا يتجاوزن أصابع اليد الواحد!  لا نعلم السبب في ذلك، أنظرة المجتمع للمرأة بأنها لا علاقة لها بالرياضة وبكرة القدم؟ أم عدم قدرتها على مجاراة الرجل؟ أم ان السبب يكمن في ذاتها ولا يستهويها المجال الرياضي كثيرا؟ أم وجود تقاعس؟ لا مفر من مصارحة الزملاء المعنيين في المؤسسات ذات العلاقة بتنظيم شؤون الصحفيات والصحفيين على حد سواء. يؤسفنا القول إنه على الرغم من عراقة بطولة كأس الخليج العربي ومكانتها الكبيرة في نفوس أهل الخليج، فلا نجد تشجيعا حقيقياً للمرأة المهنية من الدول المنضوية للاتحاد الخليجي بولوج عالم الرياضة الجميل لتكون بمستوى الحدث وتكمل مسيرة زميلها الرجل في هذا القطاع المؤثر في المجتمع لا سيما التنافس بينهم سيكون مبنياً على أسس متينة قوامها الألفة والمحبة والمساندة والمساعدة والقدرة على إثبات الجدارة في المجال الرياضي الذي أصبح متاحاً لها وأن لها القدرة على المنافسة والابداع فيه، لأنها دخلت حتى في المجالات الحربية وأبدعت فيها وأثبتت شجاعتها بالوقوف جنباً الى جنب مع الرجل والتميز والانتصار في أخطر الظروف التي مرت على بلدنا.

أنها أمنية لا بد من البوح بها، أن تبادر الاتحادات الخليجية على دعم الاعلاميات الرياضيات ومساندتهن ومد يد العون لهن، وليحضرن في بطولات الخليج كافة من أجل أن تكون المرأة (الرياضية) منسجمة بقوة في نقل الأحداث الرياضية المختلفة، وتفنّد نظرة الاتحادات السطحية التي تجعل من الصحافة الرياضية حكراً على الرجال.

لتكن بطولة خليجي البصرة والبطولات التالية، انطلاقة حقيقية لمختلف الإعلاميات كي يمارسن عملهن بكفاءة مجرّبة، وليكن دورهن فاعلاً مثلما هو في كل مجالات الحياة الصعبة.