افتتاح مهيب

الرياضة 2023/01/08
...

كاظم الطائي 


ما قَل ودل كان عنوان العرض الافتتاحي لبطولة خليجي البصرة أمس الأول الجمعة وقدم لنا باختصار أهم حضارات العراق وسط إدارة ناجحة للاستخدامات التقنية في وسط الملعب وجوانبه واتساع مديات الألعاب النارية المعبرة والحزم الضوئية التي أبهرت القاصي والداني وحركت مشاعر كل محب بامكانية بلدنا على تقديم الإبداع ومحاكاة العصر وإن غبنا عن التنظيم لمثل تلك البطولات منذ نحو 44 عاماً .

لا ندعي الكمال فالكمال لله وحده ولا نزيد على الشعر بيتا فإن مسارات الاضواء والألوان الخلابة في ملعب جذع النخلة ومحيط المدينة الرياضية في البصرة رفعت الغبن عن حكاية وطن لم ينعم بالراحة منذ عقود بين حرب وأخرى وحصار وجفاء ذوي القربى عن أحبتهم في بلاد الرافدين وعطش شوق امتد لعقود .

ها هي البصرة تنفض ركام الأمس عن كاهلها ومعها كل مدن العراق تستقبل ضيوفها بشوق وحنين تسبقهم الأهازيج والقصائد والأغنيات والترحاب الذي لا يشبه غيره. 

اعذرونا أخوة أعزاء لصورة أو هفوة لا تعادل قيد أنملة في مشروع اللقاء الذي طال أمده ولسان الحال يقول شوقاً لمقدمكم. 

إن غاب عني فالروح مسكنه 

من يسكن الروح كيف القلب ينساه 

كم تمنينا أن يكون الملعب أكبر سعة مما قدر له من استيعاب مع انه أكبر ملاعبنا الحالية في البصرة والعراق عموما ونعرف ان عدة ملايين تحث الخطى لكي تحظى بشدو  اللقاء الجميل ولن يستوعبها صرح سيصمم  لملايبن المقاعد .

بذخ موائدنا وبساطة حالنا وطيبة أهلنا سمة متداولة وطباع حاضرة يعرفها الضيوف من كل حدب في أوقات الزيارات المليونية والعدد يصل بين 14 مليوناً الى 22 مليون زائر لتمتد سفرة  الطعام على طول الطرق الممتدة من أقصى الجنوب والشمال الى العاصمة وكربلاء بمبادرات تطوعية حرص عليها الناس وقدموا كل ما يجدونه من مال وطعام وخدمات ومستلزمات لاستقبال ضيوف البلد. 

لقد طويت صفحة الحظر أيها الأحبة بحضوركم وتفاعلكم وتعاونكم وها هو رئيس جمهورية الفيفا انفانتينو بين الراعين لهذه البطولة شاهد بعينيه مدى العشق بين الجمهور الواسع والمستديرة وكلمة السر التي أطاحت بلاءات المنع شعب يتنفس هواء الكرة ويغفو على ساحاتها ودقات دحرجتها وحركة محيطها ليعيش عالمه بين أذرعها.  عام 2023 شهد احتضان العراق لنسخة تاريخية وضع أولى أقدامه فيها في النسخة الرابعة في الدوحة عام 1976 وعدنا مجددا بعد غياب في نسخة الدوحة أيضا في العام 2003 وقرر اتحاد كأس الخليج في العام 2019 في الدوحة أيضا الموافقة على استضافة البصرة لخليجي 25. 

كأس الخليج أيها السادة فيه عطر عراقي وبصمة لا تنسى انظروا له وقد لف بصورة يشماغ عراقي او غترة ترمز لعودتنا لأجواء البطولة ومن تصميم النحات العراقي البحراني قبل 19 عاما فأي علاقة هذه تلك التي جمعت بين يشماغ العراق وتاريخ البطولة أليس كذلك؟