استعادة الزمام.. والفرصة

الرياضة 2023/01/09
...

علي رياح

 حسابات عديدة تحيط بمواجهتنا الكروية المهمة أمام المنتخب السعودي الشقيق في الجولة الثانية من خليجي 25، تتصدرها تلك الذكريات الثرية التي نحملها عن طبيعة واتجاهات ونتائج العشرات من المباريات التي جمعتنا بالأخضر على مدى يقرب من نصف قرن، كانت فيها المفاجآت حاضرة، لكن العنصر الأكثر حضوراً يتمثل في اجتذابها الاهتمام في الشكل الجماهيري والإعلامي على نحو متزايد، لا فرق فيه بين العهد الذي كنا نتفوَّق خلاله بسبعة أهداف أو نتراجع لنخسر في موقعة أخرى!

في لقاء اليوم ثمة نقلة تنتظر المنتخبين في إطار المجموعة الأولى للبطولة الخليجية، فإذا تمكن المنتخب السعودي من نيل الفوز، فهذا يعني اقترابه بنسبة كبيرة من التأهل إلى الدور المقبل، أما الفوز العراقي فيعني استعادة الزمام والفرصة في أن نلعب دوراً بارزاً سواء في هذا المجموعة أو في إطار المجموعة ككل، ولهذا تصبح مباراة اليوم مفصلية قد تفصل نتيجتها الخيط الأبيض عن الخيط الأسود، لتأتي بعد ذلك حسابات أخرى ستكون مقرونة بمباريات الجولة الثالثة لهذه المجوعة والتي أتوقع أن يكون المنتخب العُماني الشقيق طرفاً ثالثاً مهماً ومؤثراً فيها ، مع وجود هامش في كرة القدم لأية مفاجأة يمنية يقدمها المنتخب القادم بظروفه الصعبة في الجمع والإعداد والتنقل! 

أمام المدرب خيسوس كاساس فرصة هذا اليوم كي ينقلنا خطوة إيجابية في البطولة، منتخبنا لم يكن في الصورة المطلوبة أداءً وحضوراً ولياقة في مباراة الافتتاح أمام عُمان، وقد التمس كثير منا العذر للاعبين وللمدربين أيضاً وقلنا إنها المباراة الرسمية الأولى لكاساس، كما أننا كنا نعيش نشوة حقيقية استثنائية تاريخية بفعل نجاحنا المبهر حفل الافتتاح وقد آثر كثير منا التريث قبل إطلاق أحكامه على أداء المنتخب وتعادله غير المقنع، انتظاراً لفرصة أخرى ربما سيتقرر خلالها نصيبنا وموقفنا في هذا المجموعة..

لهذا فإنه لا عذر للمدرب الإسباني ولا للاعبينا في مباراة اليوم.. يفترض أن يكون عاملا الأرض والجمهور حاضرين بنسبة تأثيرية عالية تحقق لنا الاستفادة من أجواء المباراة، ويفترض أن نخرج من حساسية مباريات الافتتاح وما ينجم عنها لندخل عملياً في حسابات الفوز، لا بل علينا أن نذهب إلى أبعد من هذا ليكون البحث بقوة وحرص عن اللقب مطلباً وغاية وهدفاً في هذه المشاركة، ومن دون أن يتحقق ذلك فإنه ستكون لنا وللجمهور كلمة أخرى لا أتمنى أن نصل إليها!

في المقابل، علينا أن نراعي تماماً أن للمنتخب السعودي فوزاً وثلاث نقاط حققها على اليمن في الظهور الأول على مسرح البطولة.. النتيجة لا تمثل كشفاً حقيقياً لإمكانياته، لأنه كان يلعب أمام المنتخب اليمني والفارق بين الطرفين أوضح من أن يجري التغافل عنه.. مباراة اليوم ستكون منطلقاً للكشف عن المزيد من القدرات التي يمتلكها السعوديون، ومن هنا تأتي الندِّية التي ستحيط بالمباراة، ومن هنا تأتي أيضاً قيمة الفوز لنا ولهم!