المهم.. الرسالة وصلت

الرياضة 2023/01/10
...

خالد جاسم
بعيداً عن كل التجاذبات ومحنة التقاطعات وأنواع الاختلافات التي سبقت ورافقت ولادة خليجي 25 الذي تحتضنه بأجواء احتفالية مبهرة ورائعة مدينة البصرة الفيحاء في ملعب مدينتها الرياضية الجميلة وملعب الميناء وهي جميعاً مناوشات إعلامية ارتكزت على مطامح شخصية ومساجلات أقرب ما تكون إلى لي الأذرع وإثبات الذات بطريقة لاتخلو من سذاجة من بعض الأطراف التي تغذيها منابر من هنا وهناك في ميديا الفوضى السائدة وأثرت بعض الشيء في سماء العلاقة الواجب أن تكون صافية ومحملة على أجنحة الأماني في تضافر الجهود وتسخير الامكانات من أجل الرياضة وإنجاح العرس الخليجي الذي ظفرنا بشرف استضافته بعد مخاضات عسيرة وطويلة، كنا نتمنى لو وظفت هذه الجهود وتوحدت الرؤى وأنصهرت القدرات في إناء واحد أسمه العراق الذي يبقى سيد العناوين وأكبر من كل الجهات والمؤسسات والشخوص من الذين يدعون ليلاً ونهاراً الحرص والغيرة على هذا الوطن المسكين وهم في باطنهم أسلحة متوحشة تريد حلب ضرع هذا الوطن بكل السبل المتاحة وغير المشروعة تحقيقاً لغايات مصلحية وأهداف شخصية لم تعد خافية على الرأي العام الرياضي مهما تعددت فنون وأساليب التدليس والكذب لدى المزايدين على اسم الوطن الغالي، وكنا وما نزال نتمنى أن يكون كرنفال خليجي 25 فرصة ذهبية وسانحة لكل الأطراف في الساحة الرياضية بعيداً عن خلافاتها وتقاطعاتها وتضارب مصالحها أن تنتخي للعراق ومن أجل العراق حتى لو كانت هذه البطولة ذات طابع ودي وأخوي يحمل من الدلالات والقيم الاعتبارية الشيء الكثير ولاعلاقة لها بأجندة رفع الحظر وانتظار الرحمة من معقل - فيفا- في زيوريخ خصوصاً بعد حضور زعيم – فيفا – ايفانتنيو حفل الافتتاح وأعجابه بكل شيء وانتظارنا الرفع الرسمي الشامل والنهائي للحظر عن ملاعبنا طالما أنَّ الغاية الأسمى والهدف النبيل هو أن تصل الرسالة العراقية البليغة إلى العالم كله عبر صوت عراقي هادر ينشد على أنغام الحب والسلام معزوفة كرة القدم وعنوانها : هنا البصرة ..هنا العراق مع أن ثقتنا ورهاننا الأعظم هو الجمهور العراقي الرائع الذي يبقى دائماً في حدقات العيون وحنايا القلوب ومن أجله يجب أن يتبارى الجميع كل من موقعه من أجل إسعاد هؤلاء الناس الذين دفعهم حب العراق نحو الحج الكروي إلى البصرة منذ يوم الافتتاح الرسمي قبل البحث عن المتعة والسرور في مشاهدة المنتخبات الخليجية  وهي تتبارى مع بعضها على سبيل الود وتعضيد الأخوة وتعزيز التضامن الرياضي مع العراق . ربما يحسب البعض كلماتي هذه نوعاً من السفسطة البعيدة عن الواقع والقريبة من وجدانيات الخيال في ظل الفوضى المتجددة التي نعيش مفرداتها باستمرار لكن واجب الإعلام بل وفي صميم واجباته هو المناشدة والتمني على كل المعنيين في أن تكون مصلحة الوطن حاضرة في المقدمة حتى لو تطلب الأمر تأجيلاً أو هدنة في الاختلافات والتقاطعات بغية المضي بقوة من أجل تحقيق الهدف النبيل الذي نسعى إليه جميعاً في كل مناسبة أو ملتقى رياضي يلتئم على أرض الوطن سواء في البصرة أو النجف أو الموصل أو أربيل وفي غيرها من مدن العراق الحبيب، يبقى الجمهور هو الأجمل وهو اللاعب رقم واحد في كل النجاح الذي تحقق في البصرة الطيبة مع أن الشكر والتقدير يبقى حاضراً ومستحقاً لكل من أسهم في إيصال رسالة الحب العراقية الصريحة المتألقة إلى العالم .