بصرة 2023
مظفر العقابي
لم تكن بطولات كأس الخليج العربي بطولات رياضية بحتة بل كانت وما زالت بوابة إبداع لكل المدن والدول الخليجية التي تشرفت باستضافة أهل الخليج وضيوفهم من جميع الجنسيات والملل وقد ظهر ذلك جليا بعد الثورة الإدارية التي اجتاحت مفاصل إمبراطورية الكرة العالمية والتي تحولت بها لعبة كرة القدم إلى صناعة وتجارة وإعلام وسياحة وأمور أخرى صبت في تطور عالم الكرة بكل أبعاده ماديا ومعنويا بعيدا عن كل ما يحد من اندفاع عجلة هذا التطور الهائل خلال العقد الأخير من الزمن وما تزامن مع تاثيراته الإيجابية في حياة الشعوب والأمم.. ولعل خليجي 25 في البصرة لم يخرج عن السياق العام لهذا المفهوم المتحرك صوب أمم وشعوب المنطقة فسعت إدارة الدولة العراقية خلال السنوات الماضية إلى هضم مفردات هذه النهضة الكروية ومحاولة جعل حلم استضافة بطولة الخليج واقعا حيا لا مناص منه خاصة أن العراق أرضا وشعبا وحكومة يعي أهمية أن تقام مثل هذه البطولة الإقليمية على أرض البصرة الفيحاء وما يمكن أن يتحقق من تقارب وجداني بين شعوب هذه المنطقة وشعبنا العراقي عموما والبصراوي خصوصا الذي سيستعيد موقعه المستحق داخل ضمير المواطن الخليجي، إذ تعرض هذا المصير إلى هزة بفعل سياسات واجتهادات من تسيد بلادنا خلال الحقب الماضية، التي كلفت شعبنا وشعوب المنطقة الكثير من الأوجاع والخسائر على مستوى الإنسان والمجتمع .. إن وجود خليجي 25 في البصرة لهو شرف عظيم لبلادنا ولشعبنا ولشعوب المنطقة وما عمله العراق بخصوص تهيئة جميع الأمور اللوجستية المتعلقة ببناء الملاعب والمتعلقات من بنى تحتية وفنادق وطرق وجسور وتحسين في خدمات المحافظة وأثر ذلك في معنوية المواطن البصري الكريم والصابر الذي يعد ركن النجاح الأول والحقيقي لخليجي 25 لكونه سيكون سفيرا فوق العادة للعراق العظيم من خلال عكس الصورة العراقية الحقيقية الزاهية والراسخة في ذهن الملايين من أبناء الخليج والعرب والتي تجعل من بلادنا منارة وأملا لكل شعوب العالم في الصبر والجهاد والإيمان والوفاء لبلادنا وأرضها .
طوبى للعراق ولأهلنا الطيبين في بصرة السياب
وكل الهلا بشعبنا الخليجي في ديرتكم وبصرتكم