متابعة: محمد عجيل 

شكلت بطولة الخليج العربي التي انطلقت بنسختها الخامسة والعشرين في السادس من كانون الثاني الحالي بمحافظة البصرة انعطافة مهمة في تاريخ هذه المنطقة الحساسة من العالم لا لكونها أول بطولة إقليمية تجمع نسيجاً عربياً واحداً تقام في عالمنا العربي بل لكونها تمكنت وأسهمت بتطوير واقع الكرة إذ لولاها لما عرفت اللعبة ولما تسابقت الدول على الاهتمام والنهوض بالبنى التحتية من بناء الملاعب والمراكز التدريبية والاستعانة بخبرات أجنبية تواجدت بشكل مستمر على مدار أكثر من خمسين عاماً من تاريخ انطلاق أول بطولة على أرض البحرين في ربيع عام 1970 .

وأفرزت البطولة التي توزعت كؤوسها بين جميع الدول الخليجية باستثناء اليمن البلد الوحيد الذي لم يضع في خزانته كأس البطولة العشرات من النجوم والأسماء التي اثبتت جدارتها عربياً وعالمياً منهم جاسم يعقوب وفتحي كميل وماجد عبد الله وفيصل الدخيل وحسين سعيد ورعد حمودي وعدنان الطلياني وفهد خميس والخ.

ويرى اللاعب السابق عادل خضير وهو واحد من أبرز نجوم النسخة الخليجية الرابعة في قطر أنَّ البطولة قربت شعوب المنطقة وكانت من أجمل الاستحقاقات التي يشهدها العالم العربي الذي كان التواجد الكروي فيه يقتصر على بطولة كأس العرب وكانت الجماهير آنذاك تعد الأشهر والأسابيع كي تتابع هذه البطولة، واعترف صراحة لأول مرة أننا مثلنا العراق في الكثير من البطولات العالمية مثل العالم العسكري والدورة الآسيوية إلا اننا لم نذق طعماً مثل ذلك الذي وجدناه في بطولات الخليج حيث كان التنافس على أشده في ظل كرم وضيافة وتقدير من قبل الدول المضيفة للبطولات، كما أعطت الأنظمة السياسية دوراً للمسابقة حيث كانت تقام تحت رعاية رؤساء الدول والملوك والأمراء كما لعب الإعلام الرياضي دوراً مهماً في بلورة وتطوير هذا التجمع الخليجي.

أما زميله هادي أحمد الذي مثل العراق في ثلاث نسخ وحصل على أفضل لاعب في النسخة الخامسة التي جرت في بغداد استذكر معنا مقتطفات من بطولات الخليج العربي.

وقال: إنَّ واحدة من أبرز نتائج هذه البطولات هي وصول الدول الخليجية الى كأس العالم وهي الكويت التي شاركت لأول مرة في عام 1982 في مونديال إسبانيا تلاها العراق في نسخة مونديال المكسيك عام 1986 والمنتخب السعودي الذي تكرر تواجده في المونديال العالمي إضافة إلى الإمارات وقد تشهد النسخ المقبلة تأهل منتخبات عمان والبحرين وربما اليمن التي أخذ منتخبها يتطور بشكل ملفت.

من جهته أشاد اللاعب الدولي السابق محمد طبرة بقرار إقامة هذه البطولة والذي تبنته الدول الأربع وهي الكويت والسعودية والبحرين وقطر في عام 1970 ومن ثم تلا ذلك انضمام بقية المنتخبات حتى أصبحت مشاركة العراق في عام 1976 علامة فارقة بحسب رأي المختصين.

وأوضح طبرة أنَّ بطولة الخليج حجزت لها مكاناً في قلوب الجماهير لهذا من الصعب إلغائها أو بعثرة أوراقها .