بحث رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في برلين في 13 كانون ثاني 2023 أوضاع المهاجرين العراقيين في ألمانيا، وتشكيل لجنة مشتركة تمهد الطريق لعودتهم الطوعية إلى بلدهم.
ويصل عدد العراقيين المقيمين أو الطالبين للجوء في ألمانيا إلى نحو ربع مليون عراقي حسب أرقام الحكومة الألمانية، ويحتلون المركز الخامس للاجئين المقيمين بألمانيا بعد القادمين من سوريا وكوسوفو وألبانيا وصربيا،
وفر اغلبهم اما قبل العام 2003، أو في فترة ارتفاع عمليات العنف الطائفي في البلاد، بينما هاجر غالبية الايزيديين ومواطني شمال العراق بعد اجتياح تنظيم داعش، مناطقهم العام 2014.
لكن أعداد اللاجئين والمهاجرين العراقيين انخفضت كثيرا في السنوات الثلاث الأخيرة.
ومع تحسن الأوضاع الامنية والاقتصادية، فإن مفوضية اللاجئين، لم تصدر ما يشير إلى خطورة على المواطنين في العراق، بعدما كانت تفيد في تقريرها السنوي بأن المدنيين أصبحوا هدفا يوميا لأعمال العنف.
ويتحدث الباحث الاجتماعي المقيم في ألمانيا فائز السلطاني لـ «الصباح»، عن أن «العراق وألمانيا، اذا ما اتفقا على عودة المهاجرين، فإن العودة ستكون طوعية لان مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ترفض إرغام طالبي اللجوء على العودة وتحث جميع بلدان العالم، على احترام حقوق الإنسان بشكل ملموس».
ويتحدث الكاتب المقيم في ألمانيا، إسماعيل عزام عن أن «الحكومة الألمانية تشجع عودة اللاجئين العراقيين إلى بلدهم، بتقديم مساعدات مالية تصل إلى ثلاث آلاف يورو للعائلة الواحدة».
وافتتحت السلطات الألمانية، مراكز مساعدة تقدم المشورة والدعم للعائدين، ومن المتوقع أن تسفر زيارة السوداني إلى تعاون بين بغداد وبرلين، لخلق فرص العمل والتوظيف لهم في العراق.
والعودة لدى اللاجئين، لدى كثيرين تشكل هاجسا مقلقا، لكنها لآخرين تمثل حلاً نحو العودة إلى الاستقرار والحياة الطبيعية في الوطنية، ومن ذلك أن المهاجر العراقي اسماعيل خليل ابراهيم يتحدث عن أن «الشوق يجرني إلى بلدي واهلي وناسي، واريد العودة إلى بلدي».
كما يكشف الإعلامي جعفر عبد الكريم، عن بعض معاناة المهاجرين العراقيين في ألمانيا حسب دراسة نشرتها مفوضية الاندماج في ألمانيا التي تتحدث عن «رصد عنصرية تمنع الناس من التطور الفردي والقدرة على استغلال إمكاناتهم الكاملة، وتهدد أمنهم وشعورهم بالانتماء».
لكن العراقيين الذي سطروا الكلمات في كتاب النجاح، يفضلون البقاء في ألمانيا من أجل إكمال مسيرتهم الغنية بالإنجاز، مثل اللاعب ريبر حسني وهو إيزيدي مهاجر ومقيم في المانيا ولاعب نادي دورتموند الالماني والذي لا يزال مرتبطاً بعقد مع النادي حتى نهاية العام 2023.