خالد جاسم
*لله الحمد نجحنا في تحقيق ماهو خارج التوقعات.. نجحنا في تنظيم خليجي 25 بعد معاناة وصبر وانتظار ومكابدات كثيرة..وظفرنا باللقب أيضاً بعد زمن طويل ..وتمكنّا من بناء منتخب وطني جديد استطاع مدربه الإسباني كاساس وطاقمه المساعد رغم قصر الوقت أن يعيد إليه الثقة وترميم الكثير من الثغرات التكتيكية التي ظهرت واضحة صريحة كذلك في العرس الكروي الخليجي..نعم نجحنا بامتياز في العودة إلى الحاضنة الخليجية وكسبنا حب وثقة الأشقاء الخليجيين نتيجة ما افسدته السياسة لعقود من الزمن..جمهورنا الحبيب..فاكهة خليجي 25 وعنوان نجاحه الأول ظفر بالجائزة الكبرى..ولولا هذا الجمهور لما كتب للحدث النجاح واكتسابه إعجاب العالم كله..لكن يبقى السؤال قائماً بعد انتهاء الحدث وما حظي به من اهتمام وإعجاب فاق تصورات الوصف في كل الدنيا..ماذا نحن فاعلون؟

علينا مراجعة ملفات كثيرة ومعقدة..أول تلك الملفات الأخطاء والسلبيات التي رافقت تنظيمنا البطولة الخليجية..نعم حدثت أخطاء وخطايا كثيرة لايمكن تجاوزها أو عدم التوقف عندها ومراجعتها بموضوعية ودقة متجردة من العواطف والمجاملات..حدثت أمور وخروقات كبيرة يجب أن لا تمضي مرور الكرام بحجة الانتصار الاعتباري والنجاح التنظيمي وفق مبدأ الفوز يمحو السيئات، النجاح والفرحة الكبرى لاتعني نسيان ما حدث..ولن تعفي أي مقصر سواء كانوا شخوصاً أو جهات من المساءلة والحساب..حدثت أمور خطيرة وانتهاكات كبيرة قد يصنف معظمها ضمن خانة الفساد وتحت مجهر التقصير..علينا ترك لغة المجاملات ومغادرة حالة السماح لمن خالف والعفو عمن ارتكب الخطأ..وبخلاف ذلك سوف نكرس حالات الاخفاق والفشل طالما نحن لم نسلك طريق الأسوياء في المراجعة الكاملة لملف خليجي 25 وفرز السلبيات والأخطاء إذا أردنا فعلاً اختيار طريق التطور والارتقاء.

نعم منتخبنا الوطني نجح بامتياز وكسب اللقب بجدارة لكن ذلك لايعني الاسترخاء والاطمئنان إطلاقاً..هذه هي البداية وينتظر منتخبنا الكثير الكثير من العمل والتحضير العلمي والفني بعيداً عن تكرار أخطاء الأمس..شخصياً أجد في السيد كاساس وفريقه المساعد المقدرة الكاملة على وضع المنتخب الوطني في سكة النجاح بشرط عدم التدخل في شؤونه ومحاولات فرض الإملاءات عليه في العديد من التفاصيل الفنية..على اتحاد الكرة وضع خطة طويلة الأمد لتحضير هذا المنتخب ومده بكل مسببات النجاح..على اتحاد اللعبة إعادة النظر في الكثير من سياساته المتعلقة بالمسابقات الداخلية وإعداد المنتخبات الوطنية..على وزارة الشباب والرياضة استثمار الدعم الحكومي بعد الذي تحقق في البصرة من أجل خطط عمل واقعية لاستنهاض الشباب وتطوير البنى التحتية رياضياً.. وليبقى الآخرون  في سباتهم الطويل ..