عبد المهدي: علاقاتنا مع إيران تحقق تقدماً رغم الصعوبات

الثانية والثالثة 2019/04/07
...

بغداد / متابعة الصباح
 
 
أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أن العلاقات العراقية الايرانية تحقق تقدما رغم الصعوبات وتتجدد بعزم أكبر من خلال العمل الدؤوب للوزراء والمسؤولين في بحث الملفات المهمة بما يحقق مصالح الطرفين، وشدد عبد المهدي أمس الأحد في ختام زيارته الرسمية إلى طهران ولقائه المسؤولين الإيرانيين “إننا نسعى لوضع العراق في مكانه المناسب في العالم العربي والاسلامي، وأن غيابه ليس فيه مصلحة للأشقاء والجيران والأصدقاء”، كما جدد عبد المهدي تأكيده أن “العراق يتبنى سياسة الانفتاح على جميع دول المنطقة ويرفض سياسة المحاور من أجل تحقيق الاستقرار والسلام”، مشدداً على أن  “العراق ليس ضمن منظومة العقوبات على إيران”.
وأجرى عبد المهدي والوفد الوزاري الكبير الذي يرافقه، سلسلة لقاءات واجتماعات شملت نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري وأركان الحكومة الإيرانية، وشهد كذلك الملتقى الاقتصادي العراقي- الإيراني الذي عقد في غرفة تجارة طهران، كما التقى رئيس الوزراء حشداً كبيرا من أبناء الجالية العراقية المقيمين في إيران.
 
علاقات وتعاون
وقال رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي خلال اللقاء الموسع الذي جمعه بالنائب الاول للرئيس الايراني اسحق جهانغيري في طهران أمس الأحد: “إننا نسعى لوضع العراق في مكانه المناسب في العالم العربي والاسلامي، وأن غيابه ليس فيه مصلحة للأشقاء والجيران والاصدقاء، ونؤمن بأن المشتركات بين دول المنطقة أقوى وأبقى من الخلافات، وهذا هو موقفنا الصريح والواضح”.
وأكد عبد المهدي، أن “العلاقات العراقية الايرانية تحقق تقدما رغم الصعوبات وتتجدد بعزم أكبر من خلال العمل الدؤوب للوزراء والمسؤولين في بحث الملفات المهمة بما يحقق مصالح الطرفين، ومنها ملف شط العرب الذي كان مهملا طيلة أربعة عقود ونتعاون الآن على تنظيفه وكريه وجلب منافع كبيرة للبلدين من خلاله”، مجدداً موقف العراق بالانفتاح على جميع دول الجوار من أجل بناء منطقة مستقرة ومتعاونة ورفض سياسة المحاور والاعتداء على أي دولة، ومشدداً على موقف العراق بأنه “ليس ضمن منظومة العقوبات على إيران”. 
من جانبه، رحب نائب الرئيس الايراني بالسيد رئيس الوزراء والوفد المرافق له، مجددا التهنئة بانتصار العراق على الارهاب، مبينا انه “انتصار للمنطقة والعالم”، وأكد أن “إيران وقفت مع العراق في حربه ضد الارهاب وتقف معه اليوم في البناء والاعمار”، وأعرب عن “ارتياح وسعادة إيران لأخذ العراق مكانته الكبيرة التي يستحقها في المنطقة والعالم”، مشدداً “على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتوجهات الحكومة العراقية”.
وجرى خلال اللقاء بحث ملفات الكهرباء والنقل وتسهيل سفر المواطنين في البلدين لتشجيع النشاط السياحي ومردوداته الاقتصادية والتعاون في المجالات التجارية والمصرفية، بحضور الوزراء والمسؤولين من الوفدين.
 
منتدى اقتصادي
وشهد عبد المهدي وجهانغيري، أعمال المنتدى الاقتصادي العراقي - الايراني في غرفة تجارة طهران، بحضور الوزراء والمسؤولين من أعضاء الوفدين الرسميين العراقي والايراني، وجمع كبير من رجال الاعمال والمستثمرين والصناعيين ورؤساء الشركات من البلدين.
وشدد عبد المهدي خلال كلمة له في افتتاح المنتدى، على أهمية إزالة العقبات أمام تطوير العلاقات بين بغداد وطهران، عادّاً زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق بأنها زيارة تاريخية حققت مكاسب كثيرة للبلدين الجارين.
وأكد عبد المهدي، انه “اضافة إلى العديد من الانجازات التي تحققت خلال زيارة الرئيس الايراني للعراق، فإنها أدت الى تحقيق أمور أكثر أهمية، حيث بددت المخاوف والشكوك التي تعيق مجالات التعاون، وسرّعت في معالجة القضايا العالقة، وجعلت الاتفاقيات المبرمة في وقت سابق، تدخل حيز التنفيذ”، موضحاً أن “زيارته لإيران على رأس وفد تجاري جاءت للتأكيد على إزالة جميع القيود والهواجس أمام تطوير العلاقات بين بغداد وطهران”. وشدد رئيس الوزراء على مسألة إرساء الأمن بقوله: “لا نريد تحقيق التطور في أجواء غير آمنة، لأن المنطقة لا يمكن أن تتطور بدون وجود أمن حقيقي وإذا لم تكن آمنة، فسيتم القضاء على جميع الانجازات التي تحققت على مر السنين”.
وفي جانب آخر من حديثه، قال عبد المهدي: إن “إيران والعراق هما مهدا الحضارة ولديهما العديد من القدرات البشرية والمادية، وكانا أكثر تقدما في العديد من القضايا في الماضي”، مؤكدا عزمه “إزالة المخاوف واتخاذ خطوات أكبر في تنفيذ المشاريع”.
 
لقاء الجالية والمرشد
والتقى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في ختام زيارته إلى طهران، بحشد كبير من الجالية العراقية المقيمة في إيران، حيث أكد في كلمة خلال اللقاء، أن “العراق ارتبط بالجمهورية الاسلامية في إيران بوشائج كبيرة تاريخياً، وأن الحكومة العراقية الجديدة من أهم سماتها التواصل والانفتاح على دول الجوار والعالم”، مشيراً إلى أن “جميع الحكومات السابقة انجزت أمورا كبيرة، ويجب تجاوز الأخطاء والقصور”، وأجاب رئيس الوزراء عن عدد من أسئلة أبناء الجالية في مجالات مختلفة. 
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، التقى في طهران مساء أمس الأول السبت؛ المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي الخامنئي، حيث أكد عبد المهدي عزم الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع إيران في جميع المجالات والسعي المشترك لتنفيذ الاتفاقيات، مشيداً بوقوف الجمهورية الاسلامية الى جانب الشعب العراقي ضد الارهاب حتى تحرير كامل أراضيه، بينما أكد السيد الخامنئي أن أواصر العلاقة التي تربط الشعبين الجارين تعززها الإرادة والرغبة المشتركة للبلدين في تحقيق المصالح المشتركة، وأضاف، أن «العراق اليوم يمثل مركز ثقل إقليمي كبيرا لصالح شعوب ودول المنطقة».
 
حوار دبلوماسي
وضمن اللقاءات الثنائية بين وزراء الوفد العراقي ونظرائهم في إيران، التقى وزير الخارجية محمد علي الحكيم، نظيره الايراني محمد جواد ظريف، وجرى في اللقاء بحث تعزيز أوجه العلاقات الثنائية، وأهمية الارتقاء بآفاق التعاون في كل المجالات إلى ما يلبي طموح البلدين الصديقين. وأعرب الوزير الحكيم عن تطلع بغداد إلى تنفيذ الاتفاقيات التي أبرمها البلدان في أثناء زيارة الرئيس روحاني إلى بغداد، وضرورة السير قدماً باتجاه وضع آليات لتفعيلها على أرض الواقع، وبما ينعكس على تفعيل المصالح المشتركة للبلدين.
 
تبادل تجاري
في السياق ذاته، أكد وزير الصناعة والتعدين والتجارة الايراني رضا رحماني، ضرورة تنفيذ الاتفاقيات التجارية بين إيران والعراق للوصول الى تجارة بين البلدين بمقدار 20 مليار دولار سنوياً مما سيؤدي لتنمية الانتاج والتصدير.
وأضاف فضلي خلال اجتماع مشترك مع وزير التجارة محمد العاني، أن “هذه اللقاءات لها تأثير كبير في تنمية العلاقات بين طهران وبغداد”، وقال: “خلال زيارتي منذ فترة وجيزة الى بغداد تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعاون مشترك بين وزارة الصناعة والتعدين والتجارة الايرانية ووزارة التجارة العراقية بشأن البنى التحتية والتجارة والنقل البري والقضايا القنصلية والمواصفات والترانزيت وكذلك في مجال السكك الحديدية لانشاء خط الشلامجة الى البصرة”.
وأضاف فضلي، أنه من “بين الاتفاقيات هو رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين للوصول الي تجارة تبلغ 20 مليار دولار بحلول العام 2021”، وبين إنه “من المواضيع الاخرى التي تم بحثها خلال اجتماع طهران، هي تعرفة التجارة التفضيلية بين البلدين وضرورة تنفيذها”، مشيرا الى “بدء التفاوض بهذا الشأن بين اللجان المختصة في البلدين”.
ونوه وزير الصناعة الايراني الى تأكيد رئيسي البلدين خلال لقائهما الاخير في بغداد بضرورة انشاء مدن صناعية حدودية مشتركة بين البلدين، وقال: “لقد تم تعيين ثماني نقاط لهذا الغرض وتم التوصل الى اتفاقيات لإنشائها في اقليم كردستان وجنوب العراق”.
من جانبه اعتبر وزير التجارة محمد العاني، أن زيارة الوفد العراقي رفيع المستوى الى إيران هو دليل على حرص البلدين في تنمية علاقاتهما في جميع المجالات”، وأضاف، “تم التوقيع على اتفاقيات مهمة بين البلدين ومنها تصفير رسوم تأشيرات الدخول لمواطني البلدين مما سيعزز التبادل التجاري بين إيران والعراق”.
وأشار العاني الى أن “الارضية ملائمة لتواجد التجار والمستثمرين الايرانيين في العراق”، مبينا أن “تنفيذ خط السكك الحديدية بين الشلامجة والبصرة من الاتفاقيات الاخرى المبرمة بين الجانبين والتي دخلت حيز التنفيذ”.
وفي ما يتعلق بإنشاء مدن صناعية مشتركة بين البلدين؛ قال وزير التجارة: إن “العراق قام بإجراءات بهذا الشأن مع الدول المجاورة له، ولتنفيذها مع إيران فإننا بحاجة الى تشكيل لجنة بهذا الشأن ونحن بانتظار المقترح الايراني لدراسته”.
 
مجال النفط والطاقة
إلى ذلك، أعلن وزير النفط الإيراني بيجين زنكنة، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع العراق بشأن تطوير حقلين حدوديين للنفط قرب (نفت شهر وخرمشهر).
وأشار زنكنة على هامش لقائه وزير النفط العراقي ثامر الغضبان خلال زيارته لشركة صناعة الطاقة الإيرانية للتصميم والهندسة، إلى إن “مستحقات إيران من تصدير الغاز الى العراق، تبلغ نحو مليار دولار”، وأضاف أنه “من المقرر أن يتابع البنك المركزي الايراني الحصول على مستحقات تصدير الغاز من العراق”.
وأبلغ زنكنة الصحفيين عن محادثاته مع الغضبان، وقال: إن “الوزير العراقي والوفد المرافق له، تفقدا شركة صناعة الطاقة الإيرانية للتصميم والهندسة وتعرفا على قدرات الشركات الإيرانية”، وتابع: “يمكن للشركات الإيرانية المشاركة في تنفيذ المشاريع في العراق”. وأضاف زنكنة، أنه “من المقرر أن تدخل شركة عراقية مماثلة الي إيران وتجري محادثات حول كيفية التعاون ونقل الخبرة مع إيران”، مؤكداً، بأن “العراق بلد نام حيث توجد العديد من المشاريع النفطية الجارية، وعلى هذا الأساس هناك شراكة واسعة النطاق”.
 
منافذ حدودية
من جانب آخر، أكد رئيس هيئة المنافذ الحدودية كاظم العقابي ومساعد وزير الداخلية الايراني للشؤون الامنية حسين ذو الفقاري، ضرورة تنظيم وتجهيز الحدود الرسمية بين البلدين، ونقلت وكالة “ارنا” الإيرانية الرسمية للأنباء عن ذو الفقاري “تأكيد قيادتي البلدين على ضرورة تحديد الجدول الزمني الدقيق لتنفيذ الاتفاقات المبرمة بشأن تنظيم الحدود”، مشيراً إلى “وجود تعاون جيد في إدارة المنافذ الحدودية بين البلدين، حيث تم احتواء الكثير من القضايا بهذا الشأن”.
وقدم مساعد وزير الداخلية الايراني للشؤون الامنية مقترحاته للعقابي بشأن المنافذ الحدودية الرسمية وغير الرسمية بين البلدين، حيث تمت الموافقة عليها وتقرر تشكيل لجنة مشتركة بين البلدين تضم في عضويتها ممثلين عن جميع الاجهزة المعنية بالقضايا الحدودية المشتركة بين إيران والعراق، واتفق الجانبان على تنظيم وتجهيز المنافذ والمعابر الحدودية بهدف الحد من الجرائم والمخالفات القانونية، مؤكدين على ضرورة تنمية البنى التحتية فيها، كما تقرر بحث قضايا تأخير الشاحنات على حدود البلدين وتقليل فترة انتظارها وكذلك تحسين أوضاع الأسواق الحدودية في إطار فريق عمل مشترك بينهما.
 
شؤون عسكرية
وفي مجال التعاون العسكري والأمني بين البلدين، التقى رئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عثمان الغانمي نظيره الإيراني اللواء محمد باقري في طهران وناقشا آخر مستجدات الأوضاع الأمنية في العراق.
وأعرب الفريق الركن الغانمي عن شكره لنظيره الايراني آملاً أن “تتسع دائرة التعاون الايراني - العراقي بشكل مستمر”، وجدد التأكيد الذي صرح به رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بأن “العراق لن يسمح باستخدام أراضيه لضرب إيران”.
من جانبه، قال اللواء باقري: إن “الجانب العراقي أكد ان تواجد القوات الأميركية في البلاد يأتي لغرض تدريب القوات الأمنية العراقية”، مؤكدا “الاتفاق بين إيران والعراق حول التنسيق العسكري لمواجهة التهديدات الجوية”.
وأضاف باقري، “لقد جرى بحث مختلف القضايا، لاسيما حول جرف وتنظيف (نهر اروند – شط العرب) حيث تولت القوات المسلحة في البلدين مسؤولية توفير الامن لإنجاز هذا العمل، كما جرى بحث التعاون في ما يخص المجرى بين (شط العرب والخليج وتوفير الأمن هناك”.
وتابع رئيس الأركان الإيراني: “لقد تحدثنا عن ضرورة فتح معبر خسرو الحدودي أمام الزوار حيث تعهد الجانب العراقي توفير الامن لطرق تردد الزوار في محافظة ديالى، وسيتم افتتاح هذا المعبر قريباً ويمكن للزوار الايرانيين التوجه الى سوريا عبر العراق وزيارة السيدة زينب (ع)”، مؤكدا “استعداد الجانبين العراقي والسوري لإنجاز هذا العمل”.
ولفت باقري الى الاتفاق حول التنسيق في الدفاع الجوي المشترك بين إيران والعراق، قائلا إنه “من الممكن أن نشعر بالتهديد من الحدود الغربية حيث تقرر أن تعمل قطاعات الدفاع الجوي للبلدين سوية واجراء المزيد من التنسيق في هذا الشأن”، وأضاف، أنه “تم التوصل أيضا الى تفاهمات جيدة حول التعاون في مجال التدريب وإجراء مناورات مشتركة ونقل خبرات إيران للعراق حيث سيتم الاتفاق النهائي حولها خلال زيارة الفريق الركن الغانمي الرسمية الى إيران بعد شهر 
رمضان المبارك”.