قبل فوات الأوان

الرياضة 2023/01/29
...

كاظم الطائي

أشرعت البطولة الخليجية التي احتضنها العراق في البصرة الفيحاء الأبواب الموصدة أمامنا لتنظيم مسابقات أخرى تباعاً بفعل النجاحات المتحققة في جوانب عديدة أعادت الثقة لملاعبنا في استقبال ضيوفها مجدداً.

بطولة غرب آسيا للمنتخبات الأولمبية دون 23 عاماً المقبلة أسندت للعراق في الاجتماع المنعقد يوم الخميس الماضي في الأردن لاتحاد غرب القارة وستكون ملاعب العاصمة مكاناً لاحتضان المنافسات الإقليمية في حزيران المقبل 

الأجواء التي خرجت بها بطولة خليجي البصرة بعد قطيعة عن التنظيم لهذه المسابقة دامت 44 عاماً وحظي ثغر العراق الباسم بمد جماهيري من مختلف البلدان المجاورة والبعيدة وأبناء المحافظة ومن محافظاتنا العزيزة لتتحول البصرة إلى  لوحة فنية عامرة بالقصص والحكايات والكرم والسخاء والإيثار والتلاحم آثار إعجاب الضيوف وبلغ صدى ذلك أماكن في أقصى الدول مازال شهده طرياً في النفوس أماط اللثام عن حواجز ومصدّات وموانع كانت تقف بالمرصاد لهذا التواصل المثمر

لا ندَّعي أن الأمور سارت على مايرام في كل شيء وأن الجو بديع والأحلام وردية وووو لقد خسرنا أرواحاً قرباناً للنسخة الخليجية جرّاء حوادث سير وإقبال غير مسبوق لملعبي جذع النخلة والميناء وزحف أكثر من نصف مليون إنسان لدخول ملعب لا يتسع لأكثر من 65 ألف متفرج كان من المفترض أن يشغله نحو 5 آلاف عماني في الختام وأعداد مماثلة من ضيوف عرب وأشقاء خليجيين وأصحاب بطاقات دفعوا أثمانها عبر الحجز المسبق لكن ذلك مرّ بسيناريو آخر اقتطع شيئاً من حلاوة التنظيم والجهد المبذول لتقديم أجمل عرض في افتتاح قلَّ نظيره ولمسات حرَّكت مشاعر الناس في الداخل والخارج وحظي نشيدنا الوطني بأبهى صور التفاعل وردده أبناء الوطن في الداخل والخارج من القلب بفيض دموعهم ونشيج التواصل الحضاري مع أهلنا في كل مكان بعد قطيعة وابتعاد 

أكثر من 100 ألف متفرج شغلوا الطاقة الاستيعابية الكاملة لسعة ملعبي البصرة والميناء في نفس الوقت لحضور مباراتي الجولة الأخيرة من دور المجموعات ونصف نهائي بطولة كأس الخليج العربي وضعف هذا العدد لم يتسن له فرصة الحصول على مقعد شاغر في الملعبين ولو أن المنظمين استعانوا بملعب آخر سعة 250 ألف متفرج لبقي الحال كماهو وسط زحف الملايين من جمهورنا ومعهم ضيوف من أبناء الخليج والدول الأخرى في ظل تسهيلات كثيرة منحتها الحكومة العراقية لزيارة الوافدين وألغت بموجبها الرسوم وسهَّلت الحصول على تأشيرات الدخول للعراق عبر المطارات والنقل بالحافلات والسيارات الخاصة ودور أبناء البصرة باستقبال ضيوفهم بكرم بالغ وحفاوة بالغة 

ملاعب بغداد وهي الشعب والمدينة والزوراء لا يزيد استيعاب أحدها على 32 ألف متفرج ونجد ببطولة غرب آسيا المقبلة اهتماماً أكبر من قبل جمهورنا العاشق للعبة كرة القدم ومعهم أشقاء من دول الجوار سيزيد من حجم المتابعة وسيعيد الزخم الحاصل في البصرة خلال خليجي 25 وربما سترهق اللجنة المنظمة بحالات غير مسبوقة في ظل التنافس المشروع وعودة ملاعب العاصمة لاحتضان المباريات الدولية ولابد من الآن وضع الخطط والبرامج لإنجاح البطولة والاستفادة من الأخطاء التي حصلت في الافتتاح والختام ومنع العديد من المظاهر غير السليمة 

نحن بحاجة إلى ملعب كبير يزيد على 80 ألف متفرج في بغداد وعلى وزارة الشباب والرياضة أن تعيد العمل بمشروع ملعب التاجيات في بغداد وترفع طاقته الاستيعابية إلى رقم أكبر يتيح لأبناء العاصمة تشجيع منتخبنا على أديمه ونقل المجموعات الأخرى إلى الشعب والمدينة والزوراء وأمامنا نحو 4 أشهر للقيام بذلك عبر تسريع الأعمال وزيادة نسب الإنجاز وتطوير المشروع بإضافات نوعية أخرى أليس كذلك؟