بغداد: سرور العلي
منذ سن الطفولة وباقر القريشي شغوف بالنماذج المصغرة والماكيتات المعمارية، لا سيما في المرحلة الابتدائية، حين كان يقدم أعمالا يدوية في حصة الفنية، وفي ما بعد قرر التعمق في هذا المجال، لحبه له ورغبة منه، ليكون مميزاً بين أقرانه.
وبدأ بمادة الورق المقوى "الكرتون"، كونها سهلة الاستخدام في العمل، ولا تحتاج لإدوات كثيرة، وكانت الأعمال التي يقدمها بسيطة في بداية الأمر، لعدم امتلاكه معلومات، وكان يواجه صعوبات أحياناً، لكن مع الوقت تغلب عليها، وأصبحت لديه خبرة في العمل، بالممارسة المستمرة والتجارب.
وأوضح أن من الأفكار التي يرغب بإيصالها، هي استغلال وقت الفراغ بأشياء نافعة وممارسة هواية ممتعة، كذلك يمكننا تحويل بعض المواد التي ليس لها قيمة إلى أعمال تحتوي على لمسات فنية، والرغبة بامتلاك نماذج مصغرة، للمنازل، والمساجد، أو السفن والمراكب، والآلات الزراعية.
ومن التحديات التي واجهته، هي أن المادة الأساسية بالعمل "الكرتون"، هشة، ومن الصعوبة تنفيذ بعض المصغرات بها، ولكن تجاوز هذا العائق بكثرة العمل والاستمرار باستخدام أنواع مختلفة من الكرتون، ومختلف الأصماغ والورق، إما عن الوقت الذي يستغرقه، فذلك بحسب حجم العمل والتفاصيل المطلوبة، كالنماذج البسيطة فهي لا تحتاج أكثر من يوم، إما الأعمال ذات الحجم الكبير، فتحتاج إلى عدة أيام وأسابيع ودقة وإتقان، بسبب التفاصيل الكثيرة، ومن الأدوات الأخرى المستخدمة في العمل، هي الخشب، والألوان، وبعض أدوات الخردة، والعلب الفارغة الخاصة بالحلويات والمعجنات ذات الأشكال الهندسية والإسطوانية، فيقوم القريشي بإضافة لمسة فنية لها، كذلك تحويل بعض الكرات الإسفنجية إلى أشكال مختلفة، كعمل منها قبة مسجد بتغليفها
وتلوينها.
وعن خطوات العمل لفت إلى أنها تكون بثلاث خطوات، وهي عمل تصميم للنموذج أو جمع عدة تصاميم مختلفة له ودمجها، ثم إخراج فكرة أو تصميم جديد بلمسته الخاصة، ثم يقوم بتجهيز أرضية، وبناء هيكل كامل للنموذج، ثم المرحلة الأخيرة، وهي تغليفه وتلوينه، وإضافة التفاصيل له ومختلف اللمسات.
ويمتلك القريشي الطالب في كلية الفنون الجميلة هوايات أخرى ومنها، الرسم بالألوان الزيتية، وأقلام الرصاص، وهواية التصوير، وعمل نماذج مصغرة للسيارات، ويسعى للاحتراف بهذا الفن وتطوير مهاراته، وفي ما يتعلق بمساهمة مواقع التواصل في الترويج لأعماله، بين أن الكثير من الجمهور المتابع أعجب بها، وشجعه على الاستمرار، ما جعل بعض نماذجه الفنية تصل لعدة محافظات عراقية، كذلك انضم لمجموعات فنية كثيرة، اكتسب منها المعلومات والمعرفة وتعلم طرق جديدة للعمل، وأصبح له مصدر رزق، من خلال بيع أعماله لطلاب المدارس، أو تنفيذ طلبات للزبائن، كطلب البعض عمل نموذج مصغر لمنزله أو سيارته، إضافة إلى تنفيذ مشاريع تخرج الطلاب التي تحتوي على ماكيتات.