قاسم موزان
تصوير: نهاد العزاوي
يمثل الإعلان بجميع أنماطه وسيلة تواصلية فاعلة مع المستهلكين لترويج البضائع والسلع أو الخدمات عبر طرق مختلفة لإقناعهم باقتناء المعروض الإعلاني للأشياء، ولعل الثورة المعلوماتية الهائلة أعطت دفقاً جديداً له بتقنيات عالية، إلا أن ما نراه في بغداد وبقية المحافظات تراكم كمي مزدحم من الاعلانات بحيث يصعب على المتلقي قراءة محتواها.
لكونها لم تلتزم بأسلوب الاختزال والتكثيف في كتابة المعلن عنه مع تشويهات بصرية في الكتابة على الجدران بخط سيئ، فضلا ًعن ضياع قواعد اللغة السليمة في الإعلانات.
إلى ذلك، قال الإعلامي عادل فاخر: «توضع غالبية اللافتات والإعلانات بشكل عشوائي، ومنها ما يوضع على الجسور و جدران المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة، وهي ظاهرة غير حضارية، إذ لا بد من تعيين مواقع خاصة لها وكذلك استخدام الطرق الحديثة واللافتة، وفي حال تأثرها بعوامل المناخ ترفع على الفور ويمكن استبدالها أو رفعها نهائياً، خاصة تلك المتعلقة بالدعايات الانتخابية ومنها الملصقات التي تظل لسنوات طويلة، وتشغل حيزاً من الأماكن المخصصة للإعلانات ومنها تلك التي توضع فوق المباني العالية وبأحجام كبيرة». وأشار فاخر إلى أن اللافتات القديمة في الشوارع بعد انتهاء مناسبتها تبقى معلقة وتفقد قيمتها مع الزمن متأثرة بالأجواء المناخية. واتفق د. صباح كاظم محسن مع ما ذكره فاخر مضيفاً: أن «ترك الإعلانات القديمة إساءة جمالية بالغة لوجه المدن وعلى الأمانة والبلديات الأخرى رفعها وإبراز المعالم الحضارية للمدن».
ضياع اللغة
وأوضح د. عبد الرضا البهادلي أن ترك الإعلانات سائبة وعدم خضوعها لضوابط ولوائح عرض الإعلان أمر ينبغي إعادة النظر فيه، فضلاً عن أن عدم المتابعة من المعلن نفسه يؤدي إلى تكدس الإعلانات المنتهية الصلاحية و يفترض أن تكون الإعلانات أنيقة وتضفي على المكان جمالية أكثر.
ولفت البهادلي إلى أن معظم الإعلانات تفتقر إلى اللغة السليمة وأسهمت في تشويهها على نحو مقلق، ذاكراً أن «التراكم الكمي من الإعلانات تشوه بصري يسيء لذائقة المتلقي».
غرامات
وتحدث الكاتب عصام كاظم جري: تعدُّ اليافطات واللوحات الإعلانية قناة إعلاميّة مهمة وحديثة ومتطورة، وهي ظاهرة ترويجية جديدة تضاف إلى بقية الأنواع كالمرئية عبر شاشات الفضائيات والانترنت، وتكمن أهمية الإعلانات في جذب وتحفيز وتشجيع الآخرين على الحضور أو التواصل والمشاركة الفعلية.
واقترح فرض غرامات بدل تأخير على رفع الإعلانات وأن تذهب تلك الغرامات إلى خزينة الدولة بعد النفاد منها لأن مسؤولية رفعها تقع على الجهة المعلنة حتماً.
كرين للأجرة!
في حين أشار المواطن سعد عيسى إلى ظاهرة إعلانية بائسة أشد قسوة على الناظرين تتمثل بكتابة «كرين للأجرة» بخط رديء للغاية في مناطق مختلفة، على جسور المشاة والأبنية الحكومية والأزقة، وصولاً إلى الصروح العلمية وبلغ تمادي المعلنين إلى تدوين أرقام هواتفهم، وهذا دليل إدانة على تشويه الشوارع والطرقات.ولفت إلى بعض الإعلانات التي تأتي مؤطرة بإطار حديدي هش وسط الأرصفة ما يعني إلحاق ضرر بالمارة أو السيارات في حال سقوطها.