لا شيء يذكر بمحنة البشرية وأساها أكثر من الحروب، لاسيما تلك التي زلزلت سكون كوكبنا من خلال حربين كونيتين، كادتا أن تفنيا الوجود البشري، وعلى الرغم من تصدي العقل البشري لأرخنة هذه الوقائع المحزنة من خلال تمظهراته؛ فنا وادبا، الا ان السينما كانت الابرز في تصوير مآسي الحروب وويلاتها، وهذا ما تضمنته قائمة موقع هاف بوست العربي، التي نشرها مؤخرا في موقعه الالكتروني، اذ ادرجت مجموعة من أشهر الافلام الحربية، ابرزها:
"كل شيء هادئ
في الجبهة الغربية"
فكرة هذا الفيلم الانساني الكبير تتلخص في ان موت جندي واحد لا تهم صناع الحروب، فكل شيء قد يظل هادئًا في الجبهة الغربية على الرغم من كل الخسائر، لكن موت هذا الجندي يطيح بآمال واحلام أسر كاملة، ليس هذا وحسب انما تموت احلامهم وقصص عشقهم، فضلا عن احزان اهلهم، الفيلم الذي اخرجه لويس ميلستون وألف قصته اريك ماريا ريمارك، عرض في العام 1930 ومثل فيه لو أيريس، لويس فولهايم، جون راي.
"جسر على نهر كواي"
وتتلخص حكاية على لحظة مفارقة لا تحصل الا في فوضى الحروب، فالأسرى البريطانيون لدى القوات اليابانية يجبَرون على العمل لبناء جسر لتمر عليه القطارات اليابانية فوق نهر كواي بالإمدادات، قائد الاسرى البريطاني يدعو جنوده الى ابهار اليابانيين بإنجازهم بناء الجسر، فيما يخطط جنود بريطانيون لتفخيخه، الى حد يتحول الصراع ليس بين الانجليز واليابانيين، انما بين الانكليز والانكليز، "جسر على نهر كواي" (1957) من إخراج ديفيد لين عن رواية بيير بول، سيناريو كارل فورمان، وتمثيل وليام هولدن وأليك غينيس وجاك هوكينز.
"الهروب العظيم"
حينما يصل اليأس بأسير الحروب الى مداه الاقصى، فلا خيار سوى الهروب، وهو خيار أقرب الى الانتحار، وهذا بالضبط ما يتحدث عنه فيلم "الهروب الكبير "(1963) اذ تعمل مجموعة من الاسرى الانكليزعلى التخطيط لمحاولة الهروب من معسكرات الالمان، بعد ان يثيروا لهم المشاكل، وتنجح الخطة بهروب عدد كبير من السجناء، وهو ﺇﺧﺮاﺝ جون ستورجس وتمثيل ستيف ماكوين، جيمس جارنر، ريتشارد أتينبورو
" إنقاذ الجندي رايان "
وهذا الفيلم من روائع المخرج ستيفن سبيلبرج، وتحكي قصته عن محاولة من الجيش الاميركي استعادة جندي فقد ثلاثة من اخوته في الحرب، ولم يعد لامه سواه، وفي محاولة استرجاعه يفقد فريق الانقاذ عددا من جنوده لكنهم في النهاية يعودون به الى امه، هل يستحق إنقاذ شخص واحد التضحية بالعشرات من أجله؟ إنه سؤال أخلاقي لم يستطع الفيلم حسمه، والعمل هو واحد من أفضل الأفلام الحربية حيث أبدع كل من توم هانكس ومات ديمون وتوم سيسيمور، وهو من
انتاج 1998.
" العدو على الأبواب"
يتحدث فيلم "العدو على الابواب" ( 2001) عن صناعة بطل في وقت ألحقت الهزيمة بالجيش السوفيتي واخترق الالمان دفاعات لينيغراد، وصاروا على مشارف بوابتها، فانهارت معنويات السوفييت، لولا ان ضابطا ذكيا في التوجيه السياسي، بدأ يروج لبطولة قناص روسي يجيد التقاط فرائسه من الغزاة الالمان، وشيئا فشيئا يتحول الى اسطورة ويسهم في ترميم معنويات الاهالي والجنود، ليبدأ صراع شخصي بينه وبين القناص الألماني الشهير ميجور كونيج “أيد هاريس”، هناك علاقة ما تنشأ عن بعد بين الرجلين اللذين يسعى كلا منهم لصيد الآخر واللذين لم يتقابلا، الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ جان جاك أناود، وتمثيل جود لو، وإد هاريس،
وجوزيف فين.
" انسحاب دنكريك"
هزيمة دنكريك وعملية الانسحاب والتخطيط لها، هو محور فيلم " انسحاب دنكريك"(2017 ) الذي اخرجه وتأليف كريستوفر نولان، وتمثيل فيون وايتهيد، باري كيوغان، مارك ريلانس، اذ يحكي مكابدات الجنود وقادتهم لإخراجهم من جحيم المدفعية الالمانية، فوقعت خسائر ضخمة لم يتحملها رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل، اذ ظلت اصوات ولون دماء القتلى لا تغادر مخيلته، والفيلم من إخراج وكتابة وإنتاج كريستوفر نولان، ومن بطولة فيون وايتهيد وتوم غلين كارني وجاك لودين.